| في ذكرى وفاة أنيس منصور.. لمحات من حياة «فيلسوف الصحافة» بالريف

تحل اليوم 21 أكتوبر ذكرى وفاة الكاتب الصحفي أنيس منصور، الذي ولد في 18 أغسطس 1924 في إحدى قرى محافظة الدقهلية، وظهرت عليه علامات النبوغ والذكاء منذ صغره، حيث حفظ القرآن كاملا وهو في سن التاسعة، كما أتقن حفظ وإلقاء آلاف الأبيات من الشعر العربي والأجنبي.

أشهر أعماله التليفزيونية.. «من الذي لا يحب فاطمة»

درس أنيس منصور الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وحصل على الليسانس عام 1947، وعمل أستاذاً في القسم ذاته، ثم تفرغ للكتابة ومارس الصحفي كهواية في مؤسسة أخبار اليوم، حتى ترأّس تحرير العديد من المجلات منها الجيل، آخر ساعة، أكتوبر، وقدم للمكتبة العربية أكثر من 240 كتاب في فنون الإبداع المختلف، تحول بعضها إلى أعمال تليفزيونية أشهرها مسلسل «من الذي لا يحب فاطمة»، ولقب بـ«فيلسوف الصحافة»، وفقًا لتقرير تليفزيوني سابق.

تأثر أنيس منصور بحياة الريف

وفي لقاء تليفزيوني نادر عُرض على شاشة «قناة النيل الثقافية» قال الكاتب الراحل أنيس منصور، أنه ظل متأثرًا بحياة الريف طوال عمره، تلك الحياة البسطة التي مكنته رغم قلة الإمكانيات أن تخلق منه كاتبًا متفردًا، فلم ينسى جلوسه على القش عند حفظه للقرآن الكريم في كُتاب قريته، واستذكار دروسه على لمبة الجاز يوميًا والتي عملت على حرق رموش عينيه من كثرة الجلوس أمامها وفقا لحديثه السابق: «كانت الحياة مُغلقة حواليا.. وكان كل تفكيري إزاي اخرج للعالم الواسع».

حفظ القرآن الكريم مكنه من قواعد النحو واللغة

وأكد أنيس منصور، خلال لقائه أن حفظ القرآن الكريم في صغره، ساهم بشكل كبير في تمكنه من قواعد اللغة والنحو، بما جعله يبدع فيما بعد في الكتابة، كما ساعده والده الشاعر المُتصوف في إثراء لغته، من خلال ما أنشده أمامه طوال مراحل حياته، واعتبر السفر أيضًا من أهم الأشياء التي جعلته يرى طبائع البشر باختلاف هم وتركيباتهم النفسية، بما ساهم أيضًا في دعم كتاباته.

أنيس منصور: لا أريد سوى غرفة صغيرة وبعض الكتب

وكتب «منصور» عبارة في أحد مقالته: «انت في سلام مع نفسك.. تصبح في سلام مع الآخرين»، مُعبرًا بها عن زهده تجاه الحياة وعدم تطلعه لأية مطالب، فمن الممكن أن يرتدي نفس الملابس سنوات طويلة دون ملل، وأن يأكل نفس الطعام يوميًا دون شكوى: «كل اللي بطلبه أوضة مغلقة وشوية كتب وبراد شاي».

وفيما يخص عمله في الصحافة، أكد أن أهم ما استفاده وتعلمه من ممارسة الصحافة هو أن يكتب كلامًا سهلًا لأقل الناس ثقافة: «لو قارئ قالي أنا مش فاهم.. بعرف أن معاه حق وأنا اللي غلطان»، وفقًا لحديثه في اللقاء التليفزيوني، مشيرا إلى أنه كان يحرص دائمًا على أخذ رأي الساعي أو السكرتير في مقالته قبل ذهابها للمطبعة، حتى يُعدل أي مفرد أو جملة غير واضحة له.

يُذكر أن الكاتب أنيس منصور رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2011، بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بالتهاب رئوي، تاركًا خلفه الكثير من المواقف والآراء التي تعبر عن تجاربه في الحياة.