في مثل هذا اليوم الـ28 من شهر نوفمبر، يحيي محبي النجمة «شادية» ذكرى وفاة ألمع نجمات الفن المصري والعربي على مر التاريخ، «دلوعة السينما» كما لقبها النقاد والجمهور، التي كانت ولا زالت رمزًا للعصر الذهبي للسينما المصرية، حيث أسرت بصوتها الخلاب وإبداعها الفني وتلقائيتها المعهودة قلوب وعقول كل من عاصرها وشاهدها، حتى أصبح فنها وأغانيها حاضرة في كل مناسبة وموقف نمر به ليكون خالدًا يوثق الرسالة التي قدمتها «صوت مصر» حتى بعد وفاتها.
اسمها الحقيقي «فاطمة» وبدايتها في ستوديو مصر
ولدت الفنانة شادية عام 1931 في حي عابدين بالقاهرة، وجذور عائلتها ترجع إلى محافظة الشرقية، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، وتعتبر البداية الحقيقية لدخولها الفن عندما رآها المخرج على بدرخان في أحد تجارب أداء ستوديو مصر آن ذاك، ورشحها بعد ذلك للمنتج حلمي رفلة لبطولة فيلم أمام النجم الراحل محمد فوزي «العقل في أجازة» ليحقق نجاحًا كبيرًا بعد ذلك.
أكثر من 160 عملًا فنيًا متنوعًا
قدمت شادية للفن المصري والعربي مكتبة وثروة فنية لن تتكرر، فأبدعت في تقديم أكثر من 110 فيلمًا عملت فيهم مع كبار نجوم ونجمات الفن، وتنوعت أدوارها بين الدراما والكوميديا والإثارة والغموض، وذلك مثل «حماتي قنبلة ذرية، الستات ميعرفوش يكدبوا، لحن الوفاء، شباب إمرأة، الزوجة 13، التلميذة، زقاق المدق، مراتي مدير عام، معبودة الجماهير، نحن لا نزرع الشوك، لا تسألني من أنا».
وقال عنها النقاد، إنها تستحق وصف الفنانة الشاملة، لأنها لم تجيد فقط التمثيل ولكن الغناء الذي كان له رصيدًا كبيرًا للغاية في تاريخ شادية عن طريق تقديم ما يقرب من 50 أغنية متنوعة مثل «شباكنا ستايره حرير، مكسوفة منك، يا أسمراني اللون، يا حبيبتي يا مصر»، كما لم تنسى دلوعة السينما أن تقدم عملًا مسرحيًا يليق بتاريخها وكانت مسرحية «ريا وسكينة» مثالاً كبيرًا على إبداعها المتنوع بالمشاركة مع عمالقة الفن مثل النجم عبدالمنعم مدبولي والنجمة سهير البابلي.
آخر لقاء مسجل بصوتها بعد الاعتزال
قالت الفنانة شادية، خلال حوار لها بعد اعتزالها الفن، والذي أذاعته المذيعة منى الشاذلي في برنامجها معكم على قناة سي بي سي: «أنا كنت عايزة اعتزل قبل مسرحية ريا وسكينة، ولكن في يوم بتدبير ربنا كلمني حسين كمال وعرض عليا دور ريا في المسرحية، والحقيقة لما قرأتها نسيت الاعتزال وقررت أعمل الرواية بس».
وأضافت «فادني المسرح بأني كنت برجع من الشغل على أذان الفجر وكنت أصلي الفجر والتزمت به، ومن هنا ابتدى مشوار أن أصلي وأقرأ القرآن وأقرب من ربنا وأقرر الحج وادعو الله به، وعرضت علي أغنية دينية أن ذاك أيضًا وعمري ما حسيت بسعادة وأمان وفرحة زي اللي حسيتهم وأنا بغنيها، وبعد فترة بعد ما حجيت مبقتش قادرة أحفظ الأغاني وذهبت لـ الشيخ الشعراوي ونصحني بالحجاب، وبالفعل نزلت من عنده محجبه وبجري وكأن عندي 16 سنة».