لا تغرك السعادة الظاهرة التي كانت تغرق فيها بأفلامها القديمة، وتغرقنا معها، فقد وصل الحال بنجمة الكوميديا الشهيرة «زينات صدقي» في آخر سنوات عمرها وقد أصبح كوب الشاي يمثل عبئًا ماديًا صعبًا عليها، فتوجهت إلى الله بالدعاء أن يتوب عليها من شرب الشاي ومن عادة شرب السجائر التي تعلمتها من طول انتظارها في بلاتوهات السينما أيام عزّها، ولم تستطع أن تتخلى عنها طيلة حياتها، وتحل اليوم ذكرى وفاتها التي توافق 2 مارس.
رسائل زينات صدقي إلى الله
تلقائيتها المدهشة امتدت من الشاشة إلى حياتها اليومية، وببساطتها الآسرة مدت يدها إلى القلم وراحت تكتب رسائل إلى الله، إذ لم تجد زينات صدقي إلا السماء تطلب منها بعد أن خذلها أهل الأرض وانفض عنها الأصدقاء.
وبحسب لقاء سابق مع «نادرة» ابنة شقيقتها، نشر عام 2005 في إحدى الصحف المصرية، فقد رأت زينات صدقي ذات ليلة في منامها، أن في بيتها عدة مصاحف من الحجم الكبير، وفي الصباح ذهبت بلا تردد إلى حي الأزهر واشترت نفس المصاحف التي رأتها في منامها، وكان ضيوفها أحيانًا يبدون إعجابهم بمصاحفها الكبيرة فلا ترد طلباتهم باستعارتها وغالبا كانت استعارة لا ترد، ولم يبقَ عندها إلا مصحف صغير تقرأ فيه بين الحين والآخر، وبعد كل قراءة تكتب ورقة صغيرة تطويها بعناية وتدّسها بين صفحات مصحفها، ولم تكن تلك الأوراق سوى رسائل إلى الله.
أطول رسالة كتبتها «زينات» إلى الله
لم تكن تلك الرسائل السماوية تزيد على بضع كلمات، ولا تخرج عن موضوع واحد هو أن يرزقها الله بـ«دور»، بعد أن نسيها أهل السينما، وكانت في يوم من الأيام هي تميمة الحظ لهم ومصدر البهجة في أفلامهم، بعفويتها تكتب إلى الله: «يا رب افتحها في وشي.. يا رب هات لي شغل»، وتكتب: «يا رب أرجع تاني أشتغل وأسدد ديوني».
أما الرسالة الأطول التي كتبتها زينات صدقي إلى الله، فكانت على ورقة صفراء مسطرة على وجهيها، وهي أقرب إلى قائمة مطالب من الله في شكل دعاء تلقائي بدأته بقولها: «يا رب توب عليّ من الشاي والسجاير، يا رب تكرم نادرة.. وتهدي لها عيالها طارق وعزة.. يا رب تحنن عليّ قلب صاحب البيت وتخليه يصبر عليّ في دفع الإيجار المتأخر.. يا رب ساعدني ووفقني وأكرمني في صحتي.. وابعت لي شغل».