تميز بجسد نحيل، وقامة قصيرة، ووجه نحيف تزينه «أنف ضخم وعيون ماكرة وشارب حائر»، لتظهر شخصية الفنان محمد كمال الذي اشتهر في السينما المصرية بـ«شرفنطح»، الذي جسّد شخصية الكوميديان والمغنواتي و«المكار»، ويعد من أشهر وجوه السينما المصرية التي نجحت في أداء الأدوار الثانوية خلال القرن الماضي، والذي تحل اليوم الـ56 لوفاته.
«شرفنطح» السينما المصرية
رحل الفنان محمد كمال عن عالمنا في 25 أكتوبر عن عمر ناهز الـ80 عامًا، وعلى الرغم من المسيرة الفنية الرائعة التي قدّمها للسينما المصرية، إلا أنّه لم يشتهر باسمه الحقيقية، ولكن اعرفه الجمهور بـ«شرفنطح»، وهو اللقب الذي اختاره لنفسه من خلال إحدى الشخصيات التي قام بأدائها في إحدى المسرحيات.
وخاض «شرفنطح» تجربة السينما لأول مرة في فيلم «سعاد الغجرية» عام 1928، من إخراج وتأليف جاك شوتز، وبعد مرور عامين على هذه التجربة، شارك في فيلم «صاحب السعادة كشكش بيه»، من إخراج إستيفان روستي، وتأليف بديع خيري، ونجيب الريحاني، لتتوالي عليه بعد ذلك العديد من الأعمال الفنية.
سبب تسمية محمد كمال بـ«شرفنطح»
كان سبب إطلاق لقب «الحاج شرفنطح» عندما أدّى الفنان محمد كمال مناسك الحج، فناداه به أصدقاؤه، كما قدّم هذه الشخصية من خلال أحداث مسرحية «العرسان الثلاثة»، التي عُرضت لأول مرة في عام 1947، من إخراج حسن حلمي، وتأليف عمر جميعي.
كانت شخصية «شرفنطح» التي جاب بها الفنان محمد كمال أقاليم مصر، تنافس شخصية «كشكش بيه» أنجح شخصيات الفنان نجيب الريحاني، وبعد حل الفرقة المسرحية لـ«شرفنطح» انضم إلى فرقة الريحاني الذي لازمه سنوات طويلة.
وبعدها شارك الفنان محمد كمال المصري مع الفنان نجيب الريحاني في العديد من الأفلام لعل من أبرزها فيلم «سلامة في خير» عام 1937 والذي جسّد خلاله شخصية الأستاذ بيومي مرجان، كما شارك معه في فيلم «سي عمر» عام 1941 وجسّد شخصية جميل بيه، وفيلم «أبو حلموس» عام 1947 من خلال شخصية غبريال أفندي، إذ وصل حصيلة أعماله الفنية حوالي 45 فيلمًا سينمائيًا آخرها فيلما «عفريتة إسماعيل ياسين» و«حسن ومرقص وكوهين» عام 1954.
توارى الفنان المصري عن الأنظار، وظل في منزله يعاني من مرض الربو الذي بدأ يأكل في جسده النحيل، ليفارق بعدها الحياة عن عمر ناهز الـ80 عامًا وحيدًا داخل منزله ولم يكتشف جيرانه الأمر إلا بعد عدة أيام.