يصادف يوم الـ16 من كل عام اليوم العالمي للتسامح، وبهذه المناسبة فإن الإسلام دعا في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية إلى العفو بين الناس والتسامح، إذ قال الله تعالى في سورة البقرة: «وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»، فهذه الآية تضرب أعظم النماذج في التسامح والعفو والتواد بين الناس.
ولذلك سنقدم لكم خلال هذا التقرير، بعضًا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي حثت على التسامح والعفو.
آيات قرآنية تحث على التسامح
ذكر الشيخ حمدي نصر، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أن هناك الكثير والكثير من الآيات القرآنية التي تحث على ذلك والتي منها: قوله تعالى: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، وقوله تعالى: «وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ»، وقوله عز وجل: «وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ »، وقال الله تعالى: «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ».
أحاديث نبوية تحث على التسامح
وأضاف «نصر» في حديثه لـ«»، أن من الأحاديث النبوية التي تحث على التسامح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ»، وجاء رجلٌ إلى النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال: «يا رسولَ اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً».
وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي اللهمَّ استُرْ عوراتي وآمِنْ روعاتي»، وعن عائشة أم المؤمنين رضيَ الله عنها أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال لها قولي: «اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي».
وعن النعمان بن بشير قال: قال صلى الله عليه و سلم: «مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم ، مَثلُ الجسدِ إذا اشتكَى منه عضوٌ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى»، رواه البخاري، وعن الزبير قال: قال صلى الله عليه و سلم: «دبَّ إليْكم داءُ الأممِ قبلَكم الحسدُ والبغضاءُ هيَ الحالقةُ لا أقولُ تحلقُ الشَّعرَ ولَكن تحلِقُ الدِّينَ والَّذي نفسي بيدِهِ لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا أفلا أنبِّئُكم بما يثبِّتُ ذلِكَ لَكم أفشوا السَّلامَ بينَكم»، أخرجه الإمام أحمد و الترمذي و الضياء.