تحل اليوم 27 أبريل، ذكرى ميلاد ابنة الصعيد، بطلة الراية البيضاء، الفنانة التي عشقت الفن والسينما، ووهبت له حياتها، إذ كان العوض عن كل قسوة تعرضت لها من أجله، ففي عام 1930، ولدت القديرة سناء جميل، وأعطت للفن حياتها، مقدمة رسالته السامية بحب ونبل، عبر قطاعاته المختلفة، سواء في السينما أو الدراما أو المسرح.
وفيما يلي محطات مهمة من مشوار الفنانة الراحلة سناء جميل:
ابنة المنيا خريجة المرديدي
ولدت سناء جميل عام 1930 في محافظة المنيا، لأسرة قبطية، كان اسمها الأصلي ثريا يوسف عطا الله، انتقلت للقاهرة قبل الحرب العالمية الثانية، والتحقت بمدرسة الميرديدي الفرنسية الداخلية في عمر الـ9 سنوات، أرادت أن تلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لكن قوبل ذلك بالرفض الشديد من أهلها، إذ وصل إلى حد الطرد من المنزل، لكنها تحملت المعاناة، وصبرت حتى تخرجت في المعهد عام 1953.
اكتشافها وبدايتها الفنية
عملت سناء جميل بالفرقة القومية، واشتهرت بإيجادتها التمثيل باللغتين العربية والفرنسية، وأثناء تقديمها أحد الأعمال المسرحية، اكتشفها المخرج أحمد كامل موسى إلى عالم السينما، الذي لطالما كان حلمًا لها، لتقدم عن جدارة، أدوارًا صغيرة في البداية.
اشتهرت بتأدية دور السيدة الارستقراطية المتسلطة، مثل أفلام «بشرة خير، وحرام عليك»، حتى قدمها المخرج صلاح أبو سيف بشكل مبهر في فيلم «بداية ونهاية» في دور «نفيسة»، ومن ثم فيلم «الرسالة» للمخرج مصطفى العقاد، ثم قدمت أشهر أدوراها على الإطلاق دور «حفيظة» في فيلم الزوجة الثانية، لتخلق لنفسها مكانا فسيحا بأكثر من مشاركة ضمن أهم 100 فيلم في السينما المصرية.
أعمالها الفنية
تركت الفنانة القديرة سناء جميل إرثًا فنيا سنمائيا ودراميا ومسرحيًا لن يتكرر، فقدمت لنا أعمالًا مسرحية مثل «ماكبث، الحجاج بن يوسف، ابن جلا، الدخان، رجل الأقدار، كباريه، زيارة السيدة العجوز، شهرزاد، الحصان»، وأعمالًا سينمائية مثل «شريك حياتي، بلال مؤذن الرسول، كدت أهدن بيتي، مرت الأيام، إسماعيل في متحف الشمع، إمرأة قتلها الحب، الشوارع الخلفية، توحيدة، ملائكة الشوارع، الخرتيت».
وكان آخر أعمالها مع النجم أحمد ذكي، في فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، إذ كانت أعمالها الدرامية أيضًا، لا تقل أهمية عن باقيها، فقدمت لنا «أزواج لكن غرباء، عاد النهار، حصاد الحب، خالتي صفية والدير، البر الغربي، ساكن قصادي»، ومن أشهر أعمالها التليفزيونية، التي أبدعت فيه كثيرًا في مسلسل «الراية البيضاء» في دور «فضة المعداوي».
زواجها من “لويس جريس”
تزوجت الفنانة سناء جميل من الصحفي والكاتب المعروف لويس جريس في منتصف الستينيات، وعاشت حياة زوجية مستقرة، بل كانا نموذجًا لقصص الحب والزواج الرومانسية، إذ رفضت سناء الإنجاب لتتفرغ إلى فنها، وساندها «جريس» في قرارها، وظلا معا في مشوارهما، حتى وفاتها طوال 41 سنة، بل وألف بعد رحيلها فيلمًا تسجيليًا يحكي عنها تحت اسم «حكايات سناء» تخليدًا لذكراها.
مرضها ورحيلها
بعد معاناة دامت 3 سنوات مع المرض الخبيث الذي أصيبت به، رحلت عن عالمنا عام 2002 في عمر ناهز الـ72 عامًا، ورفض زوجها دفنها حتى حضور أحد من عائلتها الجنازة تنفيذًا لوصيتها، ولكن حتى بعد إعلانه في جميع الصحف لم يظهر أحد، ودفنها في اليوم الثالث للوفاة، وتوديعها من الكنيسة البطرسية بالعباسية.