| «قال للسواق وصلني بسرعة».. حكاية مريض توفى في أتوبيس قبل وصول المستشفى

كان وجهه شاحبًا وجافًا، رافعًا رأسه، متكئًا على الكرسي.. تلك هي الحالة التي ظهر عليها العجوز الذي أشعل السوشيال الميديا خلال الساعات القليلة الماضية، بعد أن تداول رواد التواصل الاجتماعي العديد من الصور التي يظهر خلالها رجل خمسيني يلتف المواطنون حوله داخل ميني باص بعد أن حاولوا إفاقته ظنًا منهم أنه لا زال على قيد الحياة.

وازداد الأمر حزنًا شديدًا حينما تفاجأ المواطنون بأن العجوز قد فارق الحياة، الأمر الذي دفعهم إلى تداول الصور عبر السوشيال ميديا حتى يتم الوصول إلى ذويه، لأنه لم يكن يحمل بطاقة هوية، ولم يكن معه سوى أوراق خاصة بمعهد القلب في منطقة إمبابة، كما أن المحيطين به لم يستطيعوا الحصول على معلومات تخصه، فلم يعلم أحد أنه كان يريد الذهاب إلى معهد القلب سوى السائق الذي أبلغه بهذا الأمر عندما استقل السيارة.

«فوزي»: «كان معاه رسم قلب مكتوب عليه اسمه»

كان «الميني باص» مكتظًا بالركاب، والأمر بالنسبة لهم كان محزنًا، حيث شاهدوا تلك اللحظات الأخيرة التي سبقت خروج الروح من الجسد، يقول  أحمد فوزي، الذي التقط عدة صور للرجل ونشرها على صفحات «فيس بوك»: «مكنش معاه بطاقة ولا فيه أي معلومة تدل على عنوانه، ولا حتى موبايل، كل اللي كان معاه، رسم قلب مكتوب عليه اسمه (جمال عارف)، ومفيش أي تفاصيل تانية».

ويضيف «فوزي» لـ«» أن ذلك الرجل صعد إلى ميني باص من منطقة أوسيم في طريقه إلى منطقة الكيت كات، وكان يحمل أوراقا في يده، ولم يكن أحد يعلم ما هي تلك الأوراق حتى تبين بعد وفاته أنها تخص معهد القلب: «قال للسواق سوق بسرعة بالله عليك عايز أوصل بسرعة، وفعلا السواق مشي بسرعة لأنه حس إنه تعبان فعلا، لكن في نص الطريق الراجل مات».

لحظة تعرف الابن على صورة والده

حزن الجميع عليه، لأنه لم يحقق ما كان يتمناه وتوفى قبل وصوله إلى المستشفى، حاول البعض التعرف على شخصيته ولكن دون جدوى ما دفع «فوزي» إلى نشر صورته على مواقع التواصل الاجتماعي: «ابنه اتعرف عليه وروحنا المستشفى واندفن أول امبارح، صعبان عليا قوي إنه كان نفسه يوصل المعهد وموصلش».