| «قبطي» يزين منازل الحجاج منذ 15 عاما في المنيا: «بيهادوني سبح وجلاليب»

آيات قرانية وعبارات دينية ومجسم للكعبة والباخرة أو الطائرة، يرسمها القبطي عماد عزيز بريشته على جدران منازل العائدين من الحج والعمرة تستغرق نحو يوم ونصف اليوم، في مركز العدوة بمحافظة المنيا قبل عودتهم من أرض الحجاز كنوع من المشاركة المجتمعية، وإدخال السرور على قلوبهم، وتأكيد على الوحدة ية بين أبناء قريته.

عماد بدأت في تزيين المنازل قبل 15 عاما

عماد عزيز صاحب الـ46 عامًا، تخرج في كلية التربية الفنية، ويعمل مديرًا لمتابعة إدارة العدوة التعليمية بالمنيا بالإضافة إلى كونه رسامًا وخطاطًا، اعتاد مشاركة الحجاج والمعتمرين من قريته فرحتهم قبل نحو 15 عامًا من خلال تزيين منازلهم بالرسومات والعبارات الشهيرة مثل «لبيك اللهم لبيك»، «حج مبرور وذنب مغفور»، وأيضًا رسم الكعبة المشرفة أو المسجد النبي يصاحبها الباخرة أو الطائرة التي تعبر عن الرحلة الطويلة التي قطعها الحاج للأراضي السعودية، في ذكرى تستمر عشرات السنين.

ويروي الرسام الأربعيني لـ«» كواليس أول رسمة بدأها على أحد منازل قريته، إذ كان صاحب المنزل يقوم بوضع الدهانات على منزله من الخارج، ولاحظ أنّ هناك رسومات بـ الجير على أحد الجدران أخلّت بالشكل العام للحائط: «أنا شوفت منظر الجير على الحيطة معجبنيش، وخدت منه الفرشاة وكملت أنا الرسومات بالوخط كويس، ومن وقتها اتعرفت في القرية بالشغل ده».

تزيين منازل الحجاج أحيانًا ما يكون بشكل تطوعي من «عماد»، فيما يكون مُكلفًا به أحيانًا من أحد الأبناء أو الأقارب ويقوم به بهدف مشاركة العائلات فرحتهم بالعودة من الأراضي المقدسة: «احنا عندنا في البلد متحابين جدًا مسلمين ومسيحيين والعلاقة بيننا كويسة في الفرح والحزن بنشارك بعض وأنا بحب أشارك معاهم فرحتهم».

هدايا الحجاج والمعتمرين لعماد: سبح وطواقي وجلاليب

فرحة وسعادة تغمر قلوب الحجاج والمعتمرين فور عودتهم ورؤية حوائط منازلهم بحسب «عماد»: «شعورهم بيكون حلو جدا لأنهم بييجو يلاقو شكل البيت مختلف ويتفاجئوا أن البيت اتزين ويفتكر مشاهد الكعبة والحرم اللي كان فيها هناك».

وعلى الرغم من كونه لا يحفظ آيات القرآن الكريم، إلا أنّه من كثرة كتابتها على الجدران حفظها عن ظهر قلب وبات يكتبها دون الاستعانة بأحد، وبسبب هذه العادة ونظرًا للمحبة المتبادلة بينه وبين مسلمي القرية، يستقبل «عماد» سنويًا هدايا الحجاج والمعتمرين: «كل سنة بيجيلي هدايا كتير سبح وطواقي وجلاليب وساعات».