يستعد المسيحيون الأرثوذكس لاستقبال عيد الغطاس 2024 يوم السبت المقبل 20 يناير، والذي يعتبر أحد الأعياد المسيحية الكبرى التي تحتفل بها الكنيسة الأرثوذكسية كل عام، ويُعرف أيضًا باسم «الأبيفانيا» بمعنى الظهور الإلهي؛ إشارة إلى معمودية السيد المسيح على يد القديس يوحنا المعمدان في نهر الأردن وظهور الروح القدس على هيئة حمامة استقرت على كتفه بعد خروجه من الماء؛ لذا وقبل الاحتفال بالعيد، يمكن توضيح سر تسميته بهذا الاسم، وتناول الأقباط للقصب والقلقاس خلال احتفالهم.
سبب تسمية عيد الغطاس بهذا الاسم
بحسب ما أوضح ماركو الأمين، باحث في التاريخ القبطي، خلال حديثه لـ«»، فإن عيد الغطاس هو أحد الأعياد المسيحية الكبرى التي تحتفل بها الكنيسة الأرثوذكسية كل عام، وخلال القرون المسيحية الأولى كان يُطلق عليه اسم عيد «الثيؤفانيا» أو «الأبيفانيا»، وكان خلال هذا اليوم يحتفل المسيحيون بثلاثة أعياد وهي عيد الميلاد وعيد عماد السيد المسيح وعيد عرس قانا الجليل، إلا أنه في القرن الخامس الميلادي تم فصل عيد الميلاد عن عيد «الثيؤفانيا» أو «الأبيفانيا»، ليكون الاحتفال بعيد عماد السيد المسيح «عيد الغطاس» بعد 12 يومًا من الاحتفال بعيد الميلاد، وبعد مرور 3 أيام أخرى يتم الاحتفال بعيد عُرس قانا الجليل.
وحول تسمية عيد عماد السيد المسيح بـ«عيد الغطاس»، فهو إشارة إلى تعميد السيد المسيح في نهر الأردن بالتغطيس على يد القديس يوحنا المعمدان، كما يُطلق عليه اسم «الأبيفانيا» أي الظهور الإلهي، بسبب ظهور الروح القدس على هيئة حمامة استقرت على كتفه بعد خروجه من الماء، مع سماع صوتًا من السماء ينادي قائلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا» (مت 3 : 17).
سر تناول القلقاس والقصب في عيد الغطاس
ويعتبر تناول القلقاس والقصب والبرتقال واليوسفي من أبرز طقوس المسيحيين في الاحتفال بـ عيد الغطاس؛ إذ على الرغم من كون هذه الفواكه تنمو في هذا الوقت، إلا أنها تحمل رمزية تزيد من ارتباطها بعيد الغطاس؛ إذ يحتوي القلقاس على مادة هلامية، وهي مادة سامة مُضرة للحنجرة، لكنها بمجرد اختلاطها بالماء تتحول إلى مادة نافعة ومغذية، وهو ما يتشابه مع فعل وتأثير المعمودية في الإيمان المسيحي الأرثوذكسي؛ إذ أنه من خلال المعمودية يتطهر الشخص من سموم الخطية كما يتطهر القلقاس من مادته السامة.
وحول الرمزية التي يحملها القصب مع المعمودية، فإنه ينمو في الأماكن الحارة ذات الأجواء الجافة ليصبح فاكهة ناضجة حلوة المذاق، وكذلك بعد المعمودية تكون حرارة الروح سببًا في نضج الإنسان ونموه وتدرُّجه في رحلة الصعود الروحى، وكما ينمو القصب بعد غرسه في التربة على هيئة «عُقل ساقية» حتى يصبح نبات كامل وحي، كذلك الأمر في حياة الإنسان المسيحي بعد المعمودية؛ إذ يكتسب في كل مرحلة عمرية من حياته فضيلة «عُقلة»، كما يحمل القصب رمزية أخرى وهو أنه صلبٌ من الخارج ولين وحلو المذاق من الداخل، وهو إشارة إلى أن الإنسان مهما فعلت به الحياة أو جار عليه الزمان، سيقف صلبًا شامخًا لكنه سيظل من الداخل وفي عُمق روحه لينًا طيبًا.
تناول البرتقال واليوسفي في عيد الغطاس
كما يتناول المسيحيون البرتقال واليوسفي خلال الاحتفال بعيد الغطاس لأنهما يحتويان على كمية كبيرة من الماء، وهي إشارة إلى طهارة المؤمن المختبئة في قلبه، كما أن الخيوط البيضاء التي تحيط بالثمرة من الداخل تشير إلى البركات والفضائل التي تُغطي قلب الإنسان بعد المعمودية، بحسب ما ورد على موقع «الأنبا تيكلا هيمانوت» القبطي.