الجماهير المصرية بنسخة 2006 من البطولة الأفريقية
ترتبط كأس الأمم الأفريقية بالكثير من الذكريات ذات نوع مختلف مع المشجع المصري لكرة القدم، خاصة أن منتخب الفراعنة هو الأكثر تتويجا بكأس تلك البطولة برصيد 7 ألقاب آخرها كان عام 2010، كما كان قريبا للغاية من تحقيق اللقب الثامن في نسخة 2017 من البطولة، قبل أن يفقده لصالح المنتخب الكاميروني، بعدما تلقى هزيمة بهدفين مقابل هدف وحيد أحرزه محمد النني، لاعب نادي أرسنال الإنجليزي ومنتخب مصر.
وتتمحور هذه الذكريات المحفورة في أذهان الجماهير المصرية، بالأخص مواليد ثمانينيات القرن الماضي وما فوقها، حول مشاهد وأصوات ووجوه، تستعرضها «» في السطور التالية:
هدف كسر عقدة
يمثل المنتخب المغربي عقدة تاريخية لمصر، فالفراعنة عادة لا يستطيعون تحقيق الفوز على الأشقاء المغاربة على مستوى المنتخبات، وبدون أي مقدمات وجدت مصر نفسها أمام عقبة المغرب في بطولة الأفريقية نسخة عام 1986، وكان يجب أن تتخطاها حتى تصل إلى نهائي البطولة التي احتضنتها الأراضي المصرية بالأساس.
وأمام هذا التحدي الصعب، جاء هدف لاعب الأهلي السابق ومنتخب مصر طاهر أبو زيد ليضع حدا لهذه العقدة، بعدما نفذ ضربة ثابتة ببراعة فائقة غالطت حارس منتخب المغرب الأسطوري بادو زكي حينها وسكنت شبابه، ضامنة لمصر بوابة العبور لنهائي تلك البطولة، التي حققتها في النهاية وحملت لقبها.
الجدير بالذكر أن مصر لم تحقق الفوز على المغرب بعد هذه البطولة بأي مباراة سوى في نسخة 2017 من كأس الأمم الأفريقية، حين فازت عليها بهدف نظيف أيضا، وجاء بتوقيع محمود كهربا لاعب الأهلي ومنتخب مصر، وغير المتواجد بقائمة الفراعنة بالبطولة التي تنطلق بعد ساعات، وبالتحديد مساء الغد 9 يناير.
كعب حازم إمام
شاركت مصر في بطولة كأس الأمم الأفريقية نسخة 1998، وهي غير مرشحة على الإطلاق لنيل هذه البطولة، بشهادة المدير الفني لمنتخب مصر حينها الراحل محمود الجوهري، قبل أن تفاجئ الجميع بمستويات أكثر من مذهلة في تلك البطولة التي توجت بها في نهاية الأمر، بفضل الأداء الرائع لكتيبة المنتخب المصري بالكامل وبالأخص من نجمي البطولة حازم إمام، صاحب الكعب الشهير الذي فتح المرمى أمام مهاجم المنتخب حسام حسن، مسجلًا هدفا من ضمن مجموعة أهداف سجلها بالبطولة كانت كافية لفوزه بجائزة هداف تلك النسخة.
مشاجرة بلال وأحمد حسن
امتلك المنتخب المصري قائمة كبيرة من اللاعبين الجيدين في نسخة 2004 من البطولة الأفريقية، كانت تبشر بحصول مصر على لقب تلك النسخة، لكن جاء الأداء مخيبًا لجميع لاعبي المنتخب في تلك الفترة، والنتائج لم تكن على مستوى المطلوب، وغالبية الجماهير المصرية، لا تنسى المشهد الذي تصارع فيه لاعبا المنتخب حينها أحمد حسن وأحمد بلال على إحدى هجمات مصر الواعدة والسهلة، إذ كانت فرصة سانحة لتسجيل هدف في مرمى منافسها المنتخب الجزائري حينها، لكن تصارعهما أضاع الفرصة، ليخسر المنتخب مباراته تلك بهدفين للجزائر مقابل هدف وحيد لمصر.
مدرجات تفرح
بعد خيبات بطولة 2004، نظمت مصر تلك المنافسة القارية عام 2006، ونجحت في حصد تلك البطولة العزيزة على قلوب جميع المصريين، حاملة العديد من الذكريات المحفورة حتى الآن في الأذهان، بين مشادة ميدو لاعب المنتخب حينها، ومديره الفني حسن شحاتة، بعد اعتراض الأول على تغيير الثاني له قبل نهاية مباراة السنغال، وبين بكاء عبدالحليم علي بعد إهداره لركلة جزاء في المباراة النهائية، لكن يبقى المشهد الأجمل على الإطلاق في تلك البطولة، كان شكل مدرجات الملاعب المصرية التي امتلأت بالمشجعين والمشجعات من كل أطياف وفئات المجتمع المصري حينها.
حذاء زيدان وتصدي الحضري
من بعد هذه البطولة وسيطر المنتخب المصري على القارة الأفريقية، بالأخص بعدما صال وجال وقدم أداء أكثر من رائع في نسخة عام 2008 من المسابقة التي احتضنتها غانا وقتها، فحققت فوزا ساحقا بأهداف غزيرة على أكثر من منتخب كبير، بينها الكاميرون وكوت ديفوار، ويبقى مشهد رقص محمد زيدان نجم المنتخب المصري حينها بحذائه بعد إحرازه هدفا في الكاميرون، من أبرز تلك المشاهد، إضافة إلى التصدي الإعجازي الذي قام به عصام الحضري حارس مرمى المنتخب المصري حينها، بعدما منع رأسية واحد من أفضل مهاجمي العالم في ذلك التوقيت ديدييه دروجبا، لاعب منتخب كوت ديفوار، من الوصول إلى شباك مصر.
هزيمة ساحقة
آخر لقب لكأس الأمم الأفريقية، حققته مصر كان عام 2010، ورغم فرحة المصريين الكبيرة بهذا اللقب، إلا أنها لا تضاهي فرحتهم بالفوز على المنتخب الجزائري الشقيق برباعية نظيفة ضمن منافسات تلك البطولة، بعدما حرمت الجزائر هذا الجيل الأسطوري لمنتخب مصر من المشاركة في نهائيات كأس العالم، وتأهلت على حسابه إلى البطولة العالمية التي نظمت حينها بجنوب إفريقيا.
عود وجلباب
وبعيدًا عن البطولات والهزائم والألقاب، من الوجوه المحفورة في أذهان الجمهور المصري أيضا، وجه المشجع علي السباعي بجلبابه وطربوشه المميزان، ومعه العود الذي يظل يعزف عليه طيلة عمر المباريات، المشجع الشهير رحل عن دنيانا بداية عام 2010، ومن حينها ويفتقده الكثيرون من مشجعي كرة القدم في مصر هذا الوجه المألوف، قبل أن يظهر شبيه له حرص على ارتداء الجلباب أيضا والعزف على العود في مباراة كأس السوبر الأفريقي التي جمعت بين الأهلي المصري والرجاء المغربي، قبل أسابيع قليلة، وانتهت بتتويج قاري جديد لبطل مصر.
مدرب فرنسي
من الوجوه المألوفة لمشجعي كرة القدم في مصر أيضا، المدرب الفرنسي كلود لوراه، الذين سبق وأن ظهر بأكثر من نسخة من عمر تلك البطولة العريقة خلال تدريبه لعدد من منتخبات القارة السمراء المختلفة، حتى أصبح وجها مألوفا للمشجعين المصريين، لكن المحزن في الأمر أنهم لن يشاهدوه في النسخة التي تنطلق بعد ساعات من الآن، بعدما فشلت توجو “المنتخب الذي يقوده حاليا”، في التأهل إلى نهائيات تلك البطولة.