منذ عدة أعوام، بدأت تطل برامج الكاميرا الخفية أو المقالب على شاشة التليفزيون بين البيوت المصرية، والتي انطلقت على يد الفنان الراحل فؤاد المهندس وتميزت وقتها بأنها برامج كوميدية ناعمة، ومن بعده الفنان الراحل إبراهيم نصر، الذي حقق نجاحًا استثنائيًا وقتها، وأخيرًا حمل لواء هذه البرامج من بعدهم الفنان رامز جلال الذي يعدّ الأشهر بها حاليا.
فؤاد المهندس.. أول من بدأ برامج المقالب
احتفظت تلك البرامج لنفسها موعدا ثابتا بكل عام، وهو خلال شهر رمضان المبارك، إذ أنها تدور جميعها حول عَمل خِدع كوميدية في الضيوف، إلا أن هناك عدة مفارقات بين قطبي الكاميرا الخفية الأشهر بتاريخها إبراهيم نصر ورامز جلال.
طارق الشناوي، الناقد الفني، شرح في حديثه لـ«»، كواليس برامج الكاميرا الخفية في مصر، إذ بدأها الفنان الراحل فؤاد المهندس، الذي قدم وقتها حلقات تميزت بالكوميديا الناعمة المُحببة إلى المُشاهد المصري، ثم خلفه في ذلك الفنان الراحل إبراهيم نصر، والذي على الرغم من كونه أحدث فارقًا ونجاحًا استثنائيًا في هذا اللون من البرامج، إلا أنه واجه حينها هجومًا ضاريًا، وأتهمه الكثير بالفبركة والاتفاق المُسبق مع الضيوف، وفي بعض الأحيان بالإسفاف، وهو نفس ما يُقابله رامز جلال حاليًا.
حجم الإنفاق في برامج إبراهيم نصر ورامز جلال
وعن حجم الإنفاق في برامج كلًا من إبراهيم نصر ورامز جلال، كشف «الشناوي»، أن تكاليف برامج نجم الكوميديا الراحل كانت ضئيلة للغاية، مُقارنة بما يُنفقه «رامز» في برامجه حاليا، مرجعا السبب في ذلك لضعف الإمكانيات بالماضي، بالإضافة إلى اختلاف ضيوف كلًا منهما: «ضيوف رامز كلهم نجوم وده بيكلف البرنامج فلوس أكتر، بعكس إبراهيم نصر اللي كان ضيوفه ناس عادية ماشية في الشارع».
ويرى الناقد الفني أن الفنان الراحل إبراهيم نصر، استطاع أن يخلق قاعدة جماهيرية كبيرة لذلك النوع من البرامج، رغم تعرضه في بعض الأحيان للانتقاد، لكنه ترك «إفيهات» وشخصيات معينة محفورة في ذاكرة الجماهير بعد مرور عدة أعوام وتعاقب الأجيال: «شخصية زكية زكريا لسة عايشة مع الناس لحد دلوقتي وفي أيامها أتحولت لدُمية وكمان أتعملت مسرحية وفيلم»، وهو نفس ما استطاع رامز جلال تحقيقه عبر برنامجه الذي يُحرز أرقام مُشاهدات ضخمة، وهو ما يُستدل عليه من حجم الإعلانات المُرفقة بالبرنامج.
رد فعل الضيوف.. إبراهيم نصر VS رامز جلال
ومن بين الاختلافات بين برامج نجمي الكوميديا، هو رد فعل الضيوف بعد معرفتهم لشخصية المُمثل الحقيقية، وفقا لـ«الشناوي»، إذ أن ضيوف إبراهيم نصر كانت ردة فعلهم فور كشفه لشخصيته الحقيقية هي الصدمة والضحك كونه لم يتعدى المقلب الكوميدي، فكانوا يضحكون ويحتضنوه في النهاية، حتى وإن استاء بعضهم في بادئ الأمر.
فيما يحدث عكس ذلك مع رامز جلال الذي يتعرض في أوقات كثيرة للضرب والإهانة من ضيوفه رغم كِبر سنه، وفقا للناقد الفني: «الكوميديا والمقالب غالبة على شخصية رامز، علشان كده الناس بتتعامل معاه على أنه الشاب المُشاغب»، مُضيفًا أنه رغم ذلك يبقى السؤال الموجه لـ«رامز»،هو: «إلى متى؟»، موجها نصيحة أخرى للفنان الكوميدي بأن يبدأ بالتفكير في نوعية جديدة من البرامج تُناسب تقدمه في السن.
كما يرى الناقد الفني، أن مستوى عنصر الابتكار والتجديد في برامج كلًا من إبراهيم نصر ورامز جلال، يكاد يتساوى، إذ يُقدم كلٌ منهما فكرة جديدة كل عام، وتظل هذه الفكرة تتكرر طوال شهر رمضان ولا يوجد فرقٌ بين حلقة اليوم الأول، واليوم الثلاثين بالبرنامج، سوى في ردة فعل الضيف وطريقة تعامله مع المقلب.