تتصدر العديد من الأماكن الأثرية مشاهد الاحتفالات التي تشهدها مدينة الأقصر اليوم الخميس، أبرزها معابد الأقصر وحتشبسوت والكرنك، ومجموعة من الشواهد الأثرية والمقابر الفرعونية الموجودة في الضفة الغربية، منها تمثالي ممنون الشهيران.
وكشفت الباحثة الأثرية يسرا محمد، أن المنطقة الأثرية المعروفة بكوم الحيتان في الأقصر تضم الكثير من المعالم التي بنيت خلال 39 عامًا من حكم الملك أمنحتب الثالث، بما فيها تمثالي «ممنون» الذي اكتمل بنائهما بحلول عام 1350 قبل الميلاد.
سبب تصدع أجزاء من التمثالين
وأكدت الباحثة خلال حديثها لـ«»، أن بناء تمثالي ممنون استخدم فيهما الأحجار الضحمة، ويبلغ ارتفاع كل تمثال نحو 15 مترًا، وبني أمامهما معبد أمنحتب الثالث الذي دمره الزلزال بعد اكتماله بفترة وجيزة، وكان عبارة عن معبد جنائزي وتأثر التمثالين بالزلزال الذي وقع في 27 قبل الميلاد وتصدعا بشكل جزئي، ثم خضعا لعملية ترميم في عهد الدولة الرومانية.
سر التسمية
وأوضحت يسرا محمد أن سر تسمية التمثالين بممنون يعود إلى حقبة الإغريق وأطلق الاسم نسبة إلى أحد أبطال حرب طروادة، التي ذكرت في الميثيولوجيا الإغريقية وكان ملكًا لإثيوبيا؛ إذ سافر مع جيشه من أفريقيا إلى آسيا الصغرى للمساعدة في الدفاع عن المدينة المحاصرة التي تتعرض للهجوم.
حقيقة الأصوات المخيفة
وحول أسطورة خروج أصوات مخيفة من التمثالين، أكدت أنها أصوات نحيب وبكاء اعتقد الإغريق أنها تخرج من الجزء السفلي المتصدع من إحداهما، عندما يندفع الهواء ناحيته يخرج أصواتًا تشبه الصفير أو الغناء الحزين أو النحيب خاصة مع شروق الشمس، وهو ما سجله بعض الرحالة الإغريق، واعتبروا أنها دلالة على بكاء الأسطورة «ممنون»، على ما عاشه من سنوات حزينة قبل مقتله.
ونوهت الباحثة إلى أن الأساطير الإغريقية فسرت الصوت الخارج من أحد التمثالين بأنه نحيب البطل ممنون، أحد قادة جيوش الإغريق في حروب طروادة بأسيا الصغرى، بعدما قتل على يد «آخليس»، خاصة أنه وعد والدته «زيوس» إلهة الفجر بأنها ستسمع صوته كل يوم في وقت الفجر.