عندما تحدث حالة وفاة، يسعى المقربون إلى إبلاغ ذوي المتوفين بالخبر بالتدريج، خشية تأثير الصدمة والحزن عليهم، وفي الفترة الأخيرة انتشرت أخبار وفاة العديد من الأشخاص الذين فقدوا عزيز لديهم بعد فترة وجيزة من إبلاغهم الخبر، آخرهم الفنان محمد الأدنداني الذي أثارت وفاته بعد زوجته بشهر التساؤلات حول ما إذا كانت الوفاة حزنا عليها أم لا؟ وهل هناك علاقة بين الحزن والشعور بفقد عزيز وبين الوفاة؟
الوحدة والفقد القاتل الخفي
وعما إذا كان الشعور بالوحدة والفقد قاتلًا أم لا، يقول الدكتور وائل يوسف أستاذ مساعد علم النفس بجامعة القاهرة لـ«»، أن هناك اضطرابًا شديد الخطورة يصيب الإنسان عند تلقي الأخبار الصادمة يسمى اضطراب كرب ما بعد الصدمة «Post-traumatic stress disorder»، ويرتبط أكثر بفقد شخص عزيز نتيجة الوفاة أو إصابة عزيز بحادث، مستدلًا بفيلم أسف على الإزعاج للفنان أحمد حلمي الذي أصيب بالفصام نتيجة رفضه لتقبل خبر وفاة والده، وهو ما دفعه للاعتقاد بوجوده الدائم حوله على غير الحقيقة.
وعن اضطراب كرب ما بعد الصدمة يوضح «يوسف»، أنه ينتج عنه الإصابة باكتئاب شديد ومزمن، يجعل الشخص فاقد الأمل بالحياة وليس لديه أي رغبة بالعيش، فيستجيب جسده لهذا الشعور وهو ما يتطلب التدخل الطبي على الفور، إذ تكمن خطورة الأمر أن الجهاز المناعي يحدث له نوعًا من التشوش نتيجة عدم قدرته على احتواء كافة التغيرات الفسيولوجية المصاحبة لاضطراب ما بعد الصدمة وهو ما قد يؤدي إلى الوفاة.
أسباب الوفاة نتيجة شعور الفقد والوحدة
ويصاحب اضطراب كرب ما بعد الصدمة والحزن الشديد تغيرات فسيولوجيه ونفسية كثيرة ينتج عنها هبوط بالدورة الدموية أو سكتات دماغية أو جلطة بالدماغ أو جلطة بالقلب، نتيجة عدم قدرة الجهاز العصبي تحمل هذا الضغط، مشيرًا إلى أنه ليس هناك وقت محدد لحدوث الوفاة نتيجة هذه الأعراض، إذ أنها تختلف من شخص لآخر حسب السمات الشخصية وتقبل الشخص للخلاص وأفكاره عن ذاته، وعن العزيز الذي توفى إضافة لعدة محددات أخرى، لذا فإن وصف الكرب بالقرآن جاء للتعبير عن شئ ضخم يعاني منه الإنسان.