| قرار «الفيدرالي الأمريكي» يشعل «هوس الشراء».. وخبير نفسي: الشائعات السبب

ارتفاع سعر الفائدة التي أقرها البنك الفيدرالي الأمريكي، وما تبعه من ترقب في أسواق المال بشأن ارتفاع سعر صرف الدولار، تسبب في انتشار ظاهرة «هوس الشراء» بين الكثيرين، خاصة المقبلين على الزواج، خوفا من تأثر أسعار السلع بارتفاع سعر الدولار، بينما رأى آخرون أنّ الأمر طبيعي ولا يستحق الإسراع للشراء.

إقبال على شراء الأجهزة الكهربائية

بمجرد سماع الأنباء الواردة بشأن ارتفاع سعر الدولار، سارعت «مي مصطفى» طالبة دراسات عليا، لشراء بعض الأجهزة الكهربائية من أجل زواجها المرتقب، تقول: «جوازي قرب، أول ما عرفت إن الأسعار ممكن تتأثر بارتفاع الدولار، قررت النزول لشراء الأجهزة الكهربائية الباقية من جهازي، لأني حطيت ميزانية ومش عايزة اتخطاها».

النصائح التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وما قرأته على بعض المواقع الاقتصادية المتخصصة، دفع «فاطمة محمد»، باحثة، لتحويل أموالها في البنك إلى الدولار: «أكبر فايدة ممكن أحققها من الفكرة دي، لما أحول فلوس هتتركن فترة طويلة، فبالتالي الفرق بين اللي هشتري بيه وهبيع بيه كبير، وهكون كدة مستفيدة، بس المهم اختار الوقت اللي وصل فيه الدولار لأعلى سعر». 

تخزين أطعمة

الأغذية كانت ضمن القائمة التي يقبل المواطنين على شرائها بكثافة، مثل البقوليات، والسكر والدقيق الأبيض، حيث أوضحت آلاء عرفة طالبة دراسات عليا لـ«»: «لما سمعت إنّ الأسعار هتغلى نزلت اشتريت دقيق كتير ومكرونة يكفوني كذا شهر، طبعا كده كده كل حاجة بتخلص بس هيوفر في ميزانية البيت شوية».

وفيما يخص سوق الأدوية، أوضح عصام رمضان، مدير إحدى الصيدليات، أنّ أكثر ما يفزع المواطنين خلال الأزمات الاقتصادية، ارتفاع أسعار الأدوية التي تعالج الأمراض المزمنة كالضغط والسكر، ولذلك يلجأون إلى شراء ما يكفيهم من تلك الأدوية لعدة أشهر.

منتجات البشرة والعناية بالشعر

وبخلاف ذلك اهتمت عدد من الفتيات بشراء كميات كبيرة من منتجات العناية بالبشرة خوفًا من ارتفاع اسعارها، إضافة إلى حرص البعض على جمع المنتجات الجلدية كالأحذية والشنط، حيث قالت رشا معبد، موظفة: «أول ما بعرف إن هيحصل أزمة بنزل اشتري جزم جلد كتير، وميكب أوريجنال، عشان أوفر على نفسي شوية فيما بعد».

من جانبه، صنّف الدكتور محمد المهدي، أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر، الناس في مواجهات الأزمات والضغوط لعدة أقسام، فمنهم من يستجيب للأزمة بحالة الخوف والهلع الشديد والتصرف بشكل غير منضبط، ما يجعل الأزمة مضاعفة، والبعض الآخر يصاب بحالة من اللامبالاة ويتعامل بنوع من الإنكار، وبالتالي لا يفكر في وضع حلول للخروج من الأزمة، وهناك بعض البشر يغرق في مشاعره السلبية ولا يستطيع التصرف فيتجمد عقله ويتوقف عن التفكير، بينما النوع الرابع يحاول أن يتعامل بتوازن من خلال البحث عن حل.

وأضاف المهدي لـ«»: «مع ظروف الحروب الروسية الأوكرانية، نصحت بعض الدول مواطنيها بضرورة تخزين بعض المواد الغذائية، لكن تلك الدول وضعت مدى زمني، فمثلا ألمانيا طلبت من مواطنيها تخزين ما يكفيها لمدة 10 أيام وكذلك الصين، لكن في مصر انتشرت الشائعات بكثافة رغم محاولة الدولة للتعامل معها، ما تسبب في اندفاع المواطنين لتخزين السلع بكميات كبيرة من المواد الغذائية وغيرها، وبالتالي يحدث خطر تناقص تلك المواد وزيادة الهلع بين الناس».

التكافل المجتمعي لتجاوز الأزمات

وأكد «المهدي» ضرورة تفعيل التكافل المجتمعي بشكل دائم من خلال الجمعيات الخيرية والمؤسسات الحكومية، لطمأنة الناس ومساعدتهم على تجاوز الأزمات الاقتصادية.