حكى رجل الأعمال الراحل الحاج محمود العربي، قصة أول خطواته في مجال التجارة منذ أكثر من 83 عاما، وذلك في مذكراته المنشورة «سر حياتي»، لافتًا أنه كان في شهر رمضان وفاجئته رغبة شديدة في أن يسعى لكسب الرزق ولم يصل عمره 6 سنوات بعد.
وأوضح صاحب مجموعة «العربي»، أن الدافع وراء ذلك هو رغبته في تقليد أخوته أحمد وعلى جويدة، وكذلك شقيقه الأكبر محمد، الذى كان قد سافر للعمل فى القاهرة من قبله.
العربي: «عاوز أشتغل وأكسب»
وقال الراحل محمود العربي في مذكراته: «قلت لأخي علي عاوز أشتغل واكسب، زى ما بتعمل أنت وأحمد ومحمد، وتعجب على مما قلته، فقد كنت صغير السن للغاية، وليس من المعتاد أن يفكر من هو دون السادسة فى العمل والكسب، فسارعت بإكمال كلامى، أنا وفرت تلاتين قرش، عاوزك تشترى لى بيهم بلالين وبمب وحرب أطاليا، أحطهم فوق المصطبة اللى قدام بيتنا، وأبيعهم فى العيد!».
وأوضح «العربي» أن أخاه استجاب له بالفعل: «استجاب أخى علي لطلبى، بل وشجعني عليه حين رأى الإصرار فى عينى، لم أفهم ما الدوافع التى ساقتنى للتفكير بهذه الطريقة، التى لم يكن لها سابقة بين أطفال العائلة، وكيف واتتني الشجاعة أن أواجه أهل القرية، كبارها وأطفالها بهذا الأمر.. لا أدرى، المهم أننى قد فعلتها، والأهم، أننى ولله الحمد نجحت من المرة الأولى».
رأس المال زاد
وكشف الحاج محمود العربي، عن أول ربح حققه في حياته «مع نهاية العيد زاد رأس المال، فقد ربحت 10 قروش كاملة، حتى أصبح رأسمالى 40 قرشاً، وشعرت بسعادة كبيرة ورضا لا يوصف وأنا أبيع الشىء بأكثر من سعره الذى اشتريته به، وأحصل على أرباح».
وتابع: «منذ هذا اليوم ترسخت فى عقلى صورة ذهنية محببة عن فكرة التجارة، جعلتنى أرتبط بها عمرى كله، لم أنفق رأسمالى وما زاد عليه من ربح، بل ادخرته كله حتى اقترب عيد الأضحى، فطلبت من أخى علي، أن يعيد ما فعله أول مرة، ففعل ذلك وهو مسرور، رحمة الله تعالى عليه».
وتوفي الحاج محمود العربي، أحد أبرز رجال الصناعة والتجارة في مصر، ومؤسس مجموعة العربي، أمس الخميس، عن عمر يناهز 89 عاما، وتشيع جنازته اليوم الجمعة من مسجد العربي، بعد صلاة الجمعة بقرية أبو رقبة مركز أشمون محافظة المنوفية.