وزنه زائد للغاية، نظرات التنمر والسخرية تلاحقه في كل مكان، يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة، مجرد ارتداء الملابس أصبح مجهودًا شاقًا لا يقوى عليه، رويدًا رويدًا تحولت حياة «أحمد» إلى مأساة، وبسبب السمنة التي عانى منها، كان يعود من عمله وينام من شدة الإرهاق رغم أنه لا يزال في مقتبل العمر، أدرك أن عائلته من أشد المتأثرين بحالته الصحية ويواجهون نظرات تهكمية من المحيطين بهم، ليقرر خوض تحدٍ من نوع خاص مع نفسه ويفقد الوزن مهما كان الثمن.
يحكي أحمد أسامة أحمد صبري، 30 عامًا، ويعمل مهندسًا زراعيًا بمحافظة الإسماعيلية، أنه بعد الزواج في 2013، كان وزنه 120 كيلوجرامًا، ومنذ ذلك الوقت إلى العام الحالي، زاد وزنه 40 كيلو دفعة واحدة ليصبح 160: «بطني كانت كبيرة جدًا وضهري وركبي ومفاصلي تاعبني على طول لدرجة أني مش عارف البس الشراب، وأنا شغلي معتمد على اللف وكنت أروح بعد الشغل ألاقي نفسي تعبان وعندي التهابات مستمرة في جسمي وبنام بالعافية».
«أحمد» عانى من التنمر والسخرية بسبب وزنه الزائد
استهزاء وتنمر وسخرية، واجهها الشاب الثلاثيني من أقاربه ومن حوله: « الناس بتقولي أنت تخين ولو أنا في المواصلات مثلا يقولولي أنت هتاخد الكرسيين اللي ادام، زوجتي وقفت جنبي في محنتي وقالتلي نعمل جمعية وأعمل عملية تكميم المعدة بحوالي 25 ألف جنيه، رفضت وقولت إني لازم هتحدى نفسي وأغير حياتي كلها بإيدي، أنا شبعت أكل 30 سنة».
وضع «أحمد» نظامًا غذائيًا صارمًا لنفسه وبحث كثيرًا عن «الكيتو» والصيام المتقطع على الإنترنت، وحسب السعرات الحرارية التي يحتاجها جسده، فلكي يفقد وزنه لابد أن تكون السعرات أقل من الطاقة التي يبذلها: «كنت باكل وجبة واحدة في اليوم، عبارة عن ربع كيلو لحمة، أو كيلو سمك ماكاريل، 5 بيضات بالسمن البلدي وبعدت تمامًا عن النشويات بأنواعها سواء عيش أو مكرونة أو أرز، وباكل كيلو جرجير أو بقدونس مع لا يقل عن 6 لتر من المياه يوميًا».
نظام غذائي لـ8 أشهر
رغم النظام الغذائي المكلف ونظرات الاستغراب والدهشة من النظام الغريب، الذي يعتمد على الدهون الموجودة في البروتينات، إلا أن زوجة المهندس الزراعي دعمته بشدة، وفقد في الشهر الأول 18 كيلو، إلى أن استطاع أن يصل وزنه إلى 91 كيلو جرامًا فقط خلال 8 أشهر فقط أي فقد 69 كيلو دفعة واحدة، بجانب ممارسته الرياضة: « لما لقيت وزني ثبت بدأت أغير في الأكل وبعد ما كنت باكل وجبة واحدة، دخلت فاكهة وشوفان والبقوليات زي الفول والحمص والترمس والعدس واللوبيا، علشان أحافظ على العضلات اللي عندي، وبمشي في الشغل كتير ولمتا بروح بمشي 5 كيلو من الشغل للبيت ومركبش مواصلات نهائي».
تحول «أحمد» إلى بطل في عيون الناس
مع التصميم والتحدي، وصل المهندس إلى نسبة دهون 26% بعد أن كانت 49%، ومنع السكريات بشكل كبير بالإضافة إلى الوجبات السريعة والمياه الغازية: «أنا واخد الموضوع تحدي مع نفسي ومش بنام كل يوم إلا وانا بحس إني منتصر على نفسي، والناس دلوقتي شايفاني بطل، وبروح الجيم علشان أشد الترهلات، وحلمي إني أوصل لنسبة دهون 12%، وأكون بطل كمال أجسام».
لم يذهب الشاب إلى أي من أطباء التغذية والتخسيس، إذ قرر الاعتماد على نفسه تمامًا، حتى أن البعض ظن أنه خضع لجراحة تكميم، وهو ما أكد أنه لم يحدث على الإطلاق، بل اعتمد على النظام الغذائي فقط: « دلوقتي في الفطار بأكل 3 بيضات وأما أروح اتغدى سمك شبار مشوي أو أي مصدر بروتينات وفي العشا زبادي أو فاكهة وبكتر من التوابل، زي الفلفل، البهارات، البابريكا، القرفة».