| قصة كفاح «أحمد» الثالث على الثانوية الأزهرية مكفوفين: أهلي أبطال الحكاية

فرحة كبيرة، وزغاريد عمت أرجاء منزل الطالب الثالث على الجمهورية في الثانوية العامة الأزهرية، بابتسامة جميلة ونبرة يملؤها الفخر، استقبلت أسرة الطالب التهنئات والمباركات من الأهل والأصدقاء، عن نجاح نجلها الذي تحدى الصعوبات وفقدانه للبصر، وأصبح من أوائل الثانوية الأزهرية.

الثالث على الجمهورية في الثانوية الأزهرية

حينما كان رضيعًا لا يتعدى عمره الـ40 يومًا، أصيب أحمد مفتدي، الثالث على الجمهورية بالثانوية الأزهرية، بمادة زرقاء على العين، أدت إلى فقدانه للبصر، ليكمل باقي حياته وهو كفيف، وعلى الرغم من ذلك فأنه لم يستسلم لمرضه أو لفقدانه للبصر، إذ حدد أهدافه وطموحاته من صغره، التي كان أولها أن يصبح ضمن أوائل الجمهورية في نتيجة الثانوية الأزهرية.

«من وأنا في ابتدائي كان نفسي أكون الأول على الجمهورية والشهادة الإعدادية كنت الأول على الإدارة بس بعدها كبر في دماغي إني لازم أرتب في الشهادة الثانوية وحققت الحلم».. هكذا بدأ «أحمد» حديثه لـ«»، موضحًا أنه سعيد للغاية وفخور كونه حقق حلم الطفولة، الذي طال انتظاره.

أبطال حكاية «أحمد» خلال رحلته في الثانوية

كانت الثانوية رحلة طويلة خاضها «أحمد» برفقة والديه أولا ثم ابن عمه، الذي رافقه خلال الامتحانات، «أهلي وقفوا معايا وهما أبطال الحكاية ماما كانت بتسجلي المواد وأنا أسمعها وبابا كان دايما بيوديني الدروس بشكرهم جدا وبشكر ابن عمي اللي كان معايا مرافق طول فترة الامتحانات» وفق حديثه.

على الرغم من أنه الشقيق الأصغر وسط إخوته، فأنه الوحيد الذي درس في الأزهر الشريف، كان التفوق حليف إخوته دائما بفضل والديهم، أولهم الشقيق الأكبر الذي درس الصيدلة، «أنا الوحيد اللي دخلت أزهر لكن إخواتي كانوا عام وكلهم مجموعهم كان كبير ومتفوقين أنا نفسي أدخل لغات وترجمة دراسات إسلامية» هكذا عبر «أحمد» عن طموحاته المستقبلية، مشيرًا إلى أنه يتمنى أن يصبح داعية إسلامية يتحدث عن الإسلام باللغة الإنجليزية. 

الثالث على الجمهورية متعدد المواهب

لم يكتف بالدراسة فقط، بل هو متعدد المواهب، أبرزها التكنولوجيا، فأنه يهتم كثيرا بالأجهزة الإلكترونية، ويريد التعلم والمعرفة أكثر عن الكمبيوتر، فضلا عن أنه يمارس ألعاب القوى البدنية بشكل مستمر، «من وأنا صغير بتعامل كأني مبصر وبحب أتعلم أي حاجة مختلفة وألعب رياضة كأني بشوف وطورت نفسي في الكمبيوتر بالتطوير الذاتي».