لم يقف عمره الخمسيني ومؤهله المتوسط حائلًا بينه وبين شغفه، الذي بدأ معه منذ عشرين عاما عندما كان بائعًا للإكسسوارات الفرعونية داخل منطقة الأهرامات، ولكن طبيعة عمله كانت تدفعه دوما للتعامل مع مختلف اللغات، لذا حرص محمد زهران على ترديد كل مايسمعه ليتمكن من إتقان 10 لغات.
كان حريصًا على التعلم والتميز في آن واحد، إذا إن تمكن على مدار 3 سنوات يعمل بها بائعًا في العديد من الأماكن السياحية، أن يتقن 10 لغات: «كنت محتاج أبيع الشغل اللي معايا وماكنتش عارف أتواصل مع السياح، طلبت المساعدة من زميلي وافق مرة وبعدها قالي أنا مش فاضيلك كل شوية» وفقا لحديثه لـ«».
مرشد سياحي
عرف «زهران» برغبته وحبه الشديد للغات، فبعد ما حصل على دبلوم صنايع أراد إكمال مسيرته التعليمية ليصبح مرشدًا سياحيًا، لذا التحق بكلية الآداب قسم الإرشاد السياحي تعليم مفتوح، ليتمكن بعد 4 سنوات من الدراسة أن يحصل على كارنية الإرشاد السياحي: «حبيت أني أدرس وأكون متخصص في مجالي، وممارستي للغة مع مختلف الثقافات ده ساعدني بشكل كبير في عملي كمرشد سياحي فيما بعد».
كان الخمسيني معتمدا طوال الوقت على ممارسة اللغة مع السائحين، وذلك من خلال حفظ الجملة وتردديها كثيرًا حتى الإتقان، وعلى الرغم من ذلك يصعب عليه كتابتها لأنه دوام عليها كممارسة فقط في أثناء عمله، فيتحدث بها بطلاقة وبراعة وكأنه من أبناء هذه الدولة.
«زهران»: مفيش مستحيل
لم يجد أي صعوبة في أي من اللغات التي تعلمها، إيمانًا منه بأن الإنسان قادر على تعلم أي شيء يريده، أصبح «زهران» أو البروفيسر كما يطلق عليه الكثير أيقونة في عالم الإرشاد السياحي: «بحب نظرة الناس ليا اللي عارفة مسيرتي من أول ما كنت بائع لحد ما وصلت للإرشاد السياحي، ولكن ما زلت شغوفا بعملي كبائع للتعرف على الثقافات المختلفة».
ويوجه «زهران» الشباب الراغبين في تعلم اللغة، بممارستها بشكل دائم والتعلم من خلال الجمل وليس الكلمات كما هو شائع عن البعض، والحرص على تعلمها من أصحاب اللغة ذاتها.