«الحمد لله عندي استعداد اشتغل 100 سنة عشان ولادي وأمي».. عبارت قالتها سيدة أربعينية، من أبناء محافظة الدقهلية، وبالتحديد قرية الرياض مركز منية النصر، تعمل سائقة «توكتوك» لتساعد أسرتها، وتلبي احتياجات أبنائها ووالدتها العجوز بعد طلاقها وقيام الزوج بترك الأولاد تحت رعايتها: «كان سايب لي العيال عشان يعجزني».
انتحر شقيقها بسبب الفقر
تحكي نعمة عبدالرحمن، أن زوجها طلقها وترك لها 5 أبناء، ليشعرها بالعجز وبعدم القدرة على الإنفاق، في ظل ظروف أسرتها الصعبة، التي دفعت شقيقها إلى الانتحار حرقًا، لكنها لم تترك أبنائها للتشرد، أو تحت رعاية والدهم، وبدأت في العمل بالمنازل: «من أول ما طلقني وساب العيال ليا.. نزلت أشتغل عشان عيالي، بعد ما أخويا ولع في نفسه من الفقر اللي إحنا فيه»، بحسب حديثها مع «»
بداية نعمة في العمل على «توك توك»
تعيش «نعمة» ظروف معيشية صعبة، فهي تسكن في شقة بالإيجار، متهالكة الجدران، ويفترش أبناؤها الأرض، ورغم هذه الظروف السيئة لم تستسلم، بل بدأت في البحث عن فرصة عمل جديدة، حتى تمكنت من إقناع أحد أصحاب «التوك توك» أن يعلمها القيادة لتعمل عليه: «تعبت من شغل البيوت.. وأنا ست معرفش أشتغل حاجة، قدرت أقنع واحد من ولاد الحلال يعلمني على التوك توك.. وأشتغل عنده».
حرص «نعمة» على تعليم أبنائها وتزويج الكبرى
استطاعت «نعمة» تجهيز ابنتها الكبرى للزواج، ولكن ما زالت تسدد في ديونها، مع حرصها على تعليم أبنائها الصغار عندما سمحت لها الظروف: «الحمد لله قدرت أجهز بنتي الكبيرة، بس لسه بسدد في فلوس جهازها، ولما ظروفي اتحسنت حبة قررت أعلم البنتين الصغيرين».
أمنيات نعمة: «نفسي في عيشة نظيفة»
لم تكن الرفاهية مطلب «نعمة»، فهي لا تزال تكافح من أجل أبنائها ووالدتها المريضة، وتواصل رحلتها مع الشقاء: «عندي استعداد اشتغل 100 سنة عشان ولادي وأمي»، ولكن تتلخص مطالبها وأمنياتها، في مسكن صغير، وأن يصبح لديها فرصة عمل مناسبة لها، أو تمتلك «توك توك» للعمل عليه: «نفسي في عيشة نظيفة، شقة بدل اللي عايشين فيها دي.. وشغل بالحلال».