| قصة مثيرة لمنبر صنع للحرم المكي واستقر داخل جامع بأسيوط.. وثقها ابن بطوطة

تحل اليوم ذكرى انطلاق رحلات ابن بطوطة حول العالم، والذي لقب بـ«أمير الرحالة المسلمين» من «جمعية كامبريدج»، بسبب شهرته العالمية، إذ يعتبر كتاب «رحلة ابن بطوطة» من أشهر كتب الرحلات في التاريخ، والذي وثق به أسفاره المتعددة، ومن بينها رحلته إلى مصر بمحافظاتها ومدنها المختلفة.

منبر صنع خصيصًا للحرم المكي

يروي ابن بطوطة في كتابه قصة غريبة لـ«منبر»، أمر بصنعه الملك الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون خصيصًا، لوضعه بالحرم المكي في مكة المكرمة، ويصف المنبر بأنه عظيم ومحكم الصنعة وبديع الإنشاء، وتم تصميمه على رسم الحرم المكي، فلما تم عمله أمر أن يصعد به في النيل، حتى يتم بعد ذلك تمريره عبر بحر جدة، ليصل إلى مكانه المنشود بالحرم المكي.

المركب يقف بجانب مسجد في منفلوط

غير أنه في واقعة غريبة، توقف المركب الذي كان على متنه المنبر في النيل بمحاذاة المسجد الجامع بمنفلوط في أسيوط، دون أي سبب معلوم، أيام عديدة فشلت خلالها كل محاولات المسؤولين عن المركب والمنبر في تحريكه من مكانه، بعد أن توقف وامتنع عن السير رغم مساعدة الريح، ليظهر الناس والمارة تعجبهم واندهاشهم من المشهد.

وبادر أفراد المركب بإبلاغ الملك، فكتبوا إليه يخبروه عن الواقعة الغريبة التي حدثت لهم خلال رحلتهم، فأمر أن يتم إنزال المنبر ليستقر بجامع مدينة منفلوط الذي وقف بمحاذاته المركب، وهو ما حدث بالفعل، ويؤكد ابن بطوطة أنه شاهد المنبر بالمسجد هناك.

الرحلة بدأت من طنجة بالمغرب

يقول الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامي، لـ«»، أن الرحالة الشهير باسم «ابن بطوطة»، اسمه أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللاواتي الطنجي، نسبة إلى محل ميلاده في مدينة طنجة بالمغرب، ولد عام 703 هجريًا، 1303 ميلاديًا، وبدأ رحلته بعام 1725، مشيرا إلى أن الوقائع التي أوردها في «رحلة ابن بطوطة»، عبارة عن مشاهدات رصدها على أرض الواقع خلال رحلته، ووثقها في كتابه.

رحلته كانت تستهدف قضاء فريضة الحج

وكشف أستاذ التاريخ الاسلامي، أن ابن بطوطة كان قاصدًا بالاساس الذهاب لأداء فريضة الحج وهو ما دفعه للمرور بعدة مدن مصرية أبرزها الاسكندرية والقاهرة إضافة لعدة مدن بالقاهرة، ثم قصد جدة بعد مرور بعدة مدن بصعيد مصر، غير أنه لم يتمكن من السفر، بسبب الحرب بعاد مرة أخرى الى القاهرة، التي كانت تسمى القسطنطينية، وذهب من طريق آخر لتستغرق رحلته 25 عامًا، وكتب عن ما شاهده بهذه المدن من تفاصيل حياتية وأحداث ومنشآت كما رصدها هو بكتابه الأشهر عن رحلات التاريخ بالعالم «رحلة ابن بطوطة».