| قصة «محمد».. من دار أيتام إلى رصيف الشارع: نفسي ألاقي شغل وسكن

كل ما يعرفه «محمد»، الشاب العشريني، عن والديه أنه كان معهما خلال شهوره الأولى وأثناء استقلالهم أحد قطارات الصعيد، تعرض القطار لحادث جعله يفقدهما، ليقضي الـ 18 عاما الأولى من عمره بين جدران دارٍ للأيتام يخرج منه ليستقبله الشارع وهو يتنقل بين أرصفته بلا مأوى او سند.

محمد فقد والديه في حادث قطار وتربى في ملجأ

يحكي محمد عبدالله، 22 سنة، من أبناء مدينة طنطا بمحافظة الغربية، في حديثه لـ«»، أنه منذ نشأته وجد نفسه يتربى في دارٍ للأيتام ولا يعرف شيئًا عن والديه سوى ما أخبره به القائمون على الدار: «قالوا لي حصلت حادثة في قطر وإحنا لقيناك مرمي على رصيف المحطة»، وأنه ظل في الدار حتى أتم عامه الـ 18، وبعدها خرج للشارع.

«محمد» لا يجد له مأوى ويلجأ إلى الشارع 

يعاني «محمد»، من اعوجاج في ساقيه نتيجة الحادث الذي تعرض له في طفولته، وهو ما قلل من قدرته على العمل وراح يبحث عن مصدر رزق يُلائم ظروفه: «اشتغلت كُمسري في أتوبيس وكنت باخد 50 جنيه في اليوم وكنت أجر أوضة عايش فيها بـ 350 جنيه في الشهر»، إلا أنه مع قلة أجره، لم يستطع دفع الإيجار الذي تراكم عليه، واضطره في النهاية إلى تركه واللجوء إلى الشارع وبالتالي عدم قدرته على مواصلة عمله في الأتوبيس.

أيامٌ طويلة قضاها ابن مدينة طنطا متنقلًا بين الأرصفة وأكوام القمامة في الشوارع ولا يجد مكانًا يأويه أو غطاءً يحتمي به من برد الشتاء وقسوته: «واحد لقاني بنام في الشارع أخدني أبات في بيته لحد ما البرد ده يخف»، بحسب «محمد»، وأنه برغم امتنانه للرجل على كرمه معه، إلا أنه لا يريد الاستمرار في البيت حتى لا يُثقل على الرجل أكثر من ذلك ويكبده مصاريف إقامته: «نفسي ألاقي شغل وسكن أقعد فيه.. مش عايز أفضل متقل على الراجل كدة»، لافتا إلى أنه بحث كثياأ عن عمل يُناسب ظروفه ولم يجد.