| قصر القامة لعنة تطارد «فتحية وفهيمة»: عزلنا بسبب تريقة الجيران

بمزيد من الإرادة والعزيمة والتحدي نجحت فتحية أحمد، وشقيقتها «فهيمة» في كسر حاجز الصورة الذهنية عن قصار القامة وبإصرار كبير تحدتا التنمر الذي تتعرضان له في الشارع، بل واتخذتا منه فاصلًا يدفعهما للأمام فأصبحتا في وقت قصير أيقونة لتحدي الصعاب والمواجهة تدفعهما باستمرار على العيش ومواكبة الحياة.

ولدت الشقيقتان «فتحية وفهيمة»، في منطقة عابدين بمحافظة القاهرة، ومنذ ولادتهما حتى بلوغهما عُمر الـ75 والـ69 عامًا، مازالتا تعانيان من التنمر الذي يصيبهما بحالة نفسية سيئة، تحكي «فتحية»، أن زوجها توفي وترك لها ابنين لتجد نفسها متحملة مسئولية كبيرة وهي في الوقت نفسه غير قادرة على تحمل مسؤولية نفسها.

‎«فتحية»: ابني ضاع مني من 50 سنة

«أخواتي طردوني أنا وأختي بسبب إعاقتنا، والناس كانوا بيشوفونا غير أسوياء في المنطقة وطبعًا بيضايقونا في الرايحة والجاية»، قالتها «فتحية» مؤكدة أنهما انتقلتا من منطقة إلى أخرى لتجنب أذى المحيطين بهما: «الأول كنا قاعدين في عابدين ودلوقتي قاعدين بالإيجار في النهضة بالسلام، ومافيش مصدر دخل لينا غير معاشي أنا وأختي فهيمة».

لحظات عصيبة مرت بها «فتحية» منذ 50 عامًا، عندما فقدت ابنها «هشام»، لم تقصر في البحث عنه في كل مكان دون جدوى: «دورت عليه في كل حتة وبكل الطرق ومش لقيته، ولغاية دلوقتى مش عارفة هو حي ولا ميت، وعندي بنت اسمها هي اللي مراعينا أنا وخالتها فهيمة».

«فهيمة»: الناس في الشارع كانو بيضحكوا علينا

وتحدثت «فهيمة»، التي تبلغ من العمر 69 عامًا، عن المعاناة التي تعيشها لكونها واحدة من قصار القامة: «أنا وأختي عايشين في عذاب بسبب نظرات الناس لينا، أنا محتاجة كارت الخدمات المتكاملة اللي بتوفره الدولة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة».

وطالبت الشقيقتان بتوفير مصدر دخل لهما أو فرصة عمل من أجل ابنتها لتساعد في الإنفاق عليهما، لأنهما ليس لهما مصدر دخل: «محتاجين كارت الخدمات المتكاملة، وتوفير العلاج لأننا بنعاني من مرض السكر وميته في العين».