نظرات خائفة وحزينة كست وجهها الصغير، تبحث في كل مكان عن المأوى والطعام، لا تستطيع أن تعبر عن ما تحتاج إليه، عندما تجد ما تأكله تتلفت حولها في حذر خوفا من أن ينهرها أي شخص، لتكون «أسماء» هي العون والسند، فبطيبة قلبها استطاعت أنّ تحنو على 1000 قطة شارع بالجيزة، وتتكفل بإطعامها يوميا، وتثبت للجميع أن الرحمة لا تشترى وإنما توجد في القلب.
ما إن تشاهدها مقبلة عليها، حتى تسارع مئات من القطط للالتفاف حول أسماء أمين، السيدة الأربعينية التي أخذت على عاتقها العناية بحيوانات الشارع: «هي كائنات بريئة لا حول لها ولا قوة، وهي زينا بالظبط، لكن الفرق أنها مبتعرفش تتكلم ولا تقول هي حاسة بإيه».
أسماء تتكفل بقطط الشوارع في الجيزة
تحكي أسماء أمين أنها تأتي 3 مرات أسبوعيًا إلى مكان تجمع القطط أمام حديقة الحيوان بالجيزة، نظرًا لصعوبة المجيء يوميا بسبب اضطرارها إلى تحضير كميات كبيرة من الطعام: «بعملهم الأكل في البيت، وبيكون عبارة عن هياكل أو قطع فراخ، كبدة، كبدة أو فراخ مع عيش، المهم يكون الأكل فريش»، تجلب السيدة الأربعينية ما تحتاجه من مؤونة من أماكن الجزارة المختلفة إذ لا يقتصر الإطعام على قطط حديقة الحيوان فقط، بل أي حيوان تقابله في أثناء سيرها.
مبادرة إطعام قطط الشارع
«بداية مبادرة إطعام قطط الشارع كانت أيام كورونا، ووقتها كنت بعمل 20 كيلو دلوقتي بوصل لـ60 و70 كيلو»، منذ إغلاق حديقة الحيوان بالجيزة لتطويرها، قررت السيدة الأربعينية أنّ تتكفل بالقطط الموجودة داخلها وأمامها.
تتمنى «أسماء» أنّ يساعد الأشخاص في إطعام القطط، نظرًا لأنها لا تستطيع العناية بهذه الأعداد الكبيرة: «نفسي الناس كلها تساعد، والمجازر تساعدنا بأنها تدينا بواقي اللحوم علشان أقدر أطبخها وأعمل وجبات فريش للقطط».