لم يعلم كريم حنفي، أن بعد دخوله كلية الهندسة ودراسته فيها ستتغير كل خططه المستقبلية، وسيسلك طريقاً آخر إلى عالم الشهرة، بصناعة محتوى هادف في صورة فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يكن الهدف سهلاً بل استغرق وقتاً طويلاً وجهداً مضاعفاً.
تخرج «كريم» صاحب الـ25 عاماً في كلية الهندسة بجامعة عين شمس دفعة 2019، لكن تطلعاته كانت تسير في عكس دراسته، التي استمرت لمدة 5 أعوام من المذاكرة والاجتهاد في مجال لا يمثل جزءا من أحلامه، لذلك قرر اتخاذ اتجاهاً مغايراً تماماً بالتركيز على صناعة المحتوى، عبر إنشاء بعض الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي: «محبتش الهندسة خالص، ومكنتش حاسس اني هتميز فيها».
طريق مليء بالأشواك
تعتبر صناعة المحتوى من أصعب المجالات بل تمثل مخاطرة، لأنها تتمثل في اتجاهين منها الإيجابي والآخر سلبي، فإما تحقق لصاحبها أحلامه وتجعل منه شخصاً مؤثراً وفعالاً في المجتمع ويصبح قدوة لغيره من الشباب، أو تصبح شقاء ونقمة عليه، وهذا ما كان يخاف منه «كريم»: «دايمًا بفكر في إني أقدم محتوى كويس وهادف للناس ودي حاحة صعبة جدًا بس بحاول أحققها»، بحسب حديثه لـ«».
7 أعوام استغرقها «كريم» لبناء نفسه
يعيش «كريم» في منطقة حدائق الزيتون التابعة لمحافظة القاهرة، ولم يصبح صانع محتوى من فراغ، بل كان يثقل نفسه حتى يستطيع اتخاذ المخاطرة والنجاح فيها، فقد ظل نحو 7 أعوام للعمل في مختلف المجالات ليكتسب الخبرات، بخلاف تمتعه بمهارة القراءة التي جعلت منه شخصاً آخر: «قرأت كم رهيب من الكتب».
طريقة عرض سينمائية
طريقة الصانع هي التي تجلب له الجماهير وهي الخطوة التي أدركها «كريم» جيداً، فكان يهتم أن من يشاهده لابد أن يستمر في متابعة فيديوهاته لآخر دقيقة دون ملل، فتميزت طريقة عرضه للأفكار بالمشاهد السينمائية التي تعتمد على جذب المتلقي: «عندي طريقة بقدر أوصل بيها المعلومات، عشان اللي بيتفرج يكمل الفيديو للآخر من غير ما يزهق، أنا مبتكلمش في حاجة أو مجال معين، ممكن مثلاً أعرض مشكلة التدخين بس من زاوية مختلفة، فأنا مبقدمش النصيحة بشكل مباشر لأ بتكلم عنها كأنك قاعد تتفرج على مشهد من فيلم».