يجلس على كرسي متحرك، في دكان صغير تفوح من الزجاجات الموضوعة على أرفف روائح كريمة، يصنع منها تركيبات عطرية مميزة، ناتجة عن طول المدة التي قضاها في بيع وصناعة العطور؛ ما أهله ليكون ذا خبرة في صناعتها.
كريم مصطفى 33 سنة، رجل متقاعد من ذوي الهمم ليس له إلا «كرسي» يساعده على السير، ومحله الذي يقتات منه، وزوجته التي تعينه على نوائب الدهر، ووالداه اللذان يعيش معهما في شقة صغيرة؛ نظرًا لعدم قدرته على شراء شقة خاصة تأويه وزوجته.
15 سنة في بيع العطور
ترك «مصطفى» الدراسة في المرحلة الإعدادية؛ ليتفرغ للعمل والإنفاق على والديه اللذين لم ينجبا سواه، فتعلم صناعة العطور من أحد أقاربه، واشترى فاترينة ليضعها على الرصيف في بلدته المحلة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية، وبدأ أولى خطواته نحو العمل في مجال بيع العطور وتركيبها، بجانب بيعه لمستحضرات التجميل: «ليا أكتر من 15 سنة بصنع العطر وببيعة في الفاترينة، لكن من حوالي سنة ربنا كرمني وقدرت أستأجر دكان صغير».
زجاجة العطر تبدأ من 20 جنيها
يبدأ سعر زجاجة العطر التي يركبها «كريم» من 20 جنيها لـ100 جنيه، حسب الجودة والخامة، معلقًا: «قليل جدًا إن الناس تاخد زجاجة بـ100، لأن عندنا هنا الناس متوسطة الحال».
يتمنى الرجل الثلاثيني أن تغير الناس نظرتها لذوي الهمم: «نفسي الناس تبص للمعاق بشكل مختلف، في ناس كتير بتبص لينا كأننا ملناش لازمة في الحياة»، مشيرًا إلى أن ذوي الهمم لا يحتاجون إلا إلى تقبل الناس لهم وإعانتهم على تحقيق آمالهم».