| كسرت الـ80.. «مبروكة» تنظف السلالم من أجل أحفادها: «ليا رب كريم»

تأبى الأيام أن تبتسم في وجه «مبروكة» رغم تخطيها عامها الثمانين ما زال الشقاء والتعب يعرف طريقه إليها كأنها كُتب عليها أن تظل «شقيانة»، تارة من أجل زوجها وابنها وتارة أخرى من أجل أحفادها الذين فقدوا والدهم مبكرا، لتكمل الجدة مسيرة الأب بكل رضا وتقبل لقضاء الله «ليا رب كريم وعارف وحاسس باللي أنا فيه». 

    

لم تجد مبروكة السيد صاحبة الـ 84 عاما سوى سلالم العمارات عملا لها إلى جانب الخدمة في البيوت كي تتمكن من الحصول على قوت أحفادها، وذلك لأنها لا تريد مد يدها لأحد: «برفض أخد فلوس من حد، وطول الوقت ببقي عايزه أخدم نفسي بنفسي مش عايزه أصعب على حد، أه ظروفي صعبة لكن برضه فيه رب كريم وعارف وحاسس باللي أنا فيه».

«مبروكة» لا تعرف طعم «الراحة»: الشغل مش عيب

وجدت «مبروكة» نفسها فجأة وحيدة في شقة صغيرة ولكن إيجارها مرتفع وبسبب رغبتها في العيش بها كي تبقى قريبة من الذكريات، لا تريد تركها بل تتحمل الإيجار المرتفع كي لا تترك المكان الذي شهد زواجها وإنجابها أول أبنائها والذي توفي قبل سنوات: «عزيزة عليا ورغم إيجارها العالي لكن أنا مش عايزه أمشي منها وبشتغل طول اليوم في التجمع الخامس علشان أوفر فلوس الإيجار».

أيام عديدة تمر في حياة «مبروكة» لا تعرف خلالها «طعم الراحة» ولكنها تتحمل، وفي كثير من الأحيان تشتري «رغفين عيش» وتأكلهم بالملح: «لما ابني وزوجي مات مكنتش عارفه أعمل إيه وكنت بنام أيام كتير من غير عشا، لحد ما ربنا كرمني بشغلانه التجمع دي بروح أمسح شقق وسلالم العمارات ومالو الشغل مش عيب، العيب إني أمد إيدي لحد».