| «كشري بيتي» بـ10 جنيهات في فيصل بالجيزة.. رزق «هيام» وعيالها

«كشري مصري بـ10 جنيه»، جملة ترددها هيام الجندي على مدار اليوم، وهي تجوب شوارع فيصل بمحافظة الجيزة، حاملة فوق ظهرها حقيبة ممتلئة بعلب الكشري الذي صنعته بيديها، لتبيعه للمارة، وتوفر قوت يومها للإنفاق على صغارها بعد انفصالها عن زوجها.

رحلة عمل أم يوسف

تقول «هيام» أو «أم يوسف» كما تحب أن يناديها الناس، إنها تستيقظ من النوم باكراً لتجهيز أبنائها للمدرسة، ثم تعود لإعداد الكشري البيتي وتغليفه داخل علب محكمة الغلق، تضعها في حقيبة تحملها فوق ظهرها: «حابة أكسب بعرق جبيني، ومش بقبل آخد فلوس من حد عشان أصرف على ولادي من شقايا».

معاناة أم يوسف مع الغضروف وخشونة الركبة

تضيف «أم يوسف» أن أكلها نظيف تصنعه بعناية لتقديمه للناس طازجاً، من خلال التجول في الشوارع على مدار اليوم والتردد على المحلات المجاورة: «بابيع كمان مياه معدنية ساقعة، وعايزة أقول لأي ست مسؤولة عن تربية ولادها، اجمدي وانزلي اشتغلي وتوكلي على الله»، مشيرة إلى أنها تعاني من الغضروف وخشونة الركبة، ومع ذلك يعينها الله على السير على قدميها طوال اليوم، بحثاً عن رزقها: «بافضل ألِفّ على رجلي وشايلة الكشري على ضهري لحد ما أبيعه وأرجع البيت لأولادي أشوف احتياجاتهم».

تحكي بائعة الكشري أنها تشحن طاقتها كل يوم بعبارات التشجيع التي تسمعها من المارة، ودعمهم لاستمرار مشروعها، موضحة أنها لا تقبل أخذ نقود زيادة على حقها: «فيه ناس بصعب عليها وبتصمم تديني فلوس أكتر من تمن العلبة، بس بارفض وبقول لهم إني مش بشحت ده شغلي».

تحلم صاحبة الـ42 عاماً، بمحل صغير لبيع الكشري يحتضنها ويدر عليها دخلاً للإنفاق على ابنتيها وولدها: «نفسي أعلمهم وأربيهم كويس ويطلعوا مرتاحين مش شقيانين زيي».