| كشف أثري حير العلماء: جثة طفلة مدفونة وفي فمها رأس عصفور تثير الجدل

حكاية أغرب من الخيال، ما زالت تحير العالم حتى الآن رغم حدوثها في الستينيات من القرن الماضي، فلا تزال تشكل لغزا لم يتم فك رموزه حتى الآن، ففي ذلك التوقيت عثر علماء الآثار على طفلة مدفونة في كهف وفي فمها رأس عصفور، وحتى الآن لم يتمكنوا من فك اللغز ومعرفة هوية الفتاة، وسبب وضع رأس العصفور في فمها بعد الدفن.

وذكر موقع «livescince»، أن عالم الآثار «فالديمار شميليفسكي»، عثر أثناء القيام بعمليات تنقيب عن الآثار في الفترة بين عامي 1967 و1968، على طفلة مدفونة في كهف تونل ويلكي بجنوب بولندا، وعلى الرغم من اكتشاف الهيكل العظمي منذ عشرات السنين، لم يتم تحليل الدفن بالتفصيل حتى الآن، ويشير التأريخ بالكربون المشع الجديد إلى أن الفتاة ماتت منذ حوالي 300 عام.

أما الغرابة فكانت ما أكده العلماء عن أن الناس في أوروبا توقفوا عن دفن موتاهم في الكهوف خلال العصور الوسطى، مما جعل دفن هذه الطفلة أمرًا غير معتاد للغاية، وكتب فريق من الباحثين في ورقة بحثية نُشرت على الإنترنت في 29 مايو الماضي في المجلة الألمانية «Praehistorische Zeitschrift» (مجلة Prehistoric Journal)، أن مدافن الكهوف غائبة عمومًا عن الفترات التاريخية في أوروبا، وبالتالي فإن اكتشاف دفن فتاة ما بعد القرون الوسطى وفي فمها رأس عصفور هو اكتشاف استثنائي، ولا توجد أمثلة أخرى معروفة منذ ذلك الوقت في أوروبا.

وبعد تحليل الهيكل العظمي، وجد باحثون من جامعة وارسو ومؤسسات أخرى في بولندا، أن الفتاة ماتت وعمرها يتراوح بين 10 و12 عامًا، كما ظهر على عظامها علامات توقف النمو في السنوات اللاحقة، ربما نتيجة مرض التمثيل الغذائي.

ولم يعثر العلماء على أي دليل على وجود صدمة أو أي أدلة حول كيفية وفاة الطفلة، ولم يتم العثور على مشاهد جنائزية باستثناء رأس الطائر الموضوعة في فمها، وفي محاولة لحل لغز هوية الفتاة وسبب دفنها بهذه الطريقة، أجرى الفريق سلسلة من الاختبارات العلمية وفحص للسجلات التاريخية.

وأشارت اختبارات الحمض النووي إلى أن الفتاة كانت على الأرجح من منطقة شمال بولندا، ربما حول فنلندا أو كاريليا وهي منطقة تمتد على روسيا وفنلندا الحديثة.

ويعتقد العلماء، أن الفتاة ربما جاءت إلى شمال بولندا خلال فترة الحرب التي حدثت بين عامي 1655 و1657، وأنها ماتت في الغابة حيث تم العثور على الكهف، وفي تلك الفترة كان هناك اعتقاد بأن من يموت في الغابة يدفن بها ولا يتم تغيير مكانه.

وعن سبب وضع عصفور في فمها، فإن السبب لال يزال مجهولا حتى الآن، ولكن يعتقد أنه بين العديد من الثقافات، فإن أرواح الأطفال ولدت أيضا على شكل طيور صغيرة، ورغم ذلك في تلك الفترة لم يتم إيداع الطيور مطلقًا في القبور ولا في فم المتوفي.