| كفيف يتسول بشوارع الدقي لإنقاذ أسرته: «ساعدوني لحد ما أرجع أشوف تاني»

لم يكتف مرض السكري بسكونه في جسد عاطف ناجي، صاحب الـ64 عامًا، بل راح يباغته بغيبوبة أفقدته بصره كاملًا ليجد نفسه بلا مصدر دخل يعول به أسرته المكونة من 4 أفراد.

في أحد شوارع الدقي، وقف «عاطف» متكئا بظهره على سيارة في سكون تام وبشيء من الخجل، معلقًا على صدره ورقة تحمل معاناته وتفسر سبب وقوفه بهذا الشكل: «فقدت بصري ومعي بنتين في مرحلة التعليم وليس لي مصدر دخل وليس لي من يساعدني»، كلمات كتبها «عاطف» على اللافتة المعلقة على صدره، موضحًا لـ«»، أنه أب لابنتين الكبرى في المرحلة الإعدادية والصغرى بالمرحلة الابتدائية.

يعاني مرض السكري

يحكي الرجل الستيني أنه كان يعمل في مطبعة وكان يعاني مرض السكري كما هو حال الكثيرين غيره، إلا أنه منذ عامين باغتته غيبوبة سكر مفاجئة فَقَد على إثرها بصره وأصبح كفيف بلا عمل وهذا ما أجبره على هذا التصرف، قائلا: «بقف وأنا مكسوف».

طبيب يعيد الأمل له

عاد الأمل والسرور إلى «عاطف» بعد أن تواصل أحد الأطباء بمحافظة الجيزة والذي أكد له أنه سيجري له عملية جراحية تعيد له بصره الخميس بعد المقبل الموافق 4 نوفمبر بمعهد القلب على نفقة الدولة، وهو الخبر الذي استقبله بفرحة طفل صغير بالعيد، خاصة بعد أن أكد له الطبيب أن نتيجة العملية مضمونة: «عيني اليمين محتاجة عدسة زجاجية والشمال محتاجة عملية إزالة مياه، والدكتور قالي إني مش هحتاج راحة أكتر من أسبوع ومتابعة بعد العملية وبعدها هرجع لشغلي في المطبعة».

شَهد سكان الشارع على عزة نفس وكرم خلق «عاطف» وأنه لا يأخذ التسول كحرفة مثل الكثيرين غيره ولكنه فقط يلجأ إليه ليعول أسرته بسبب كونه كفيفًا: «مش عايز حد يصورني لأني مش عايز أحرج عيالي، أنا مش عايز مساعدة مادية غير لفترة محددة لغاية ما أعمل العملية، وبعدها مش هرجع للشارع تاني».