منذ سنوات طويلة، تعرض لمشكلة صحية في المخ أثرت على عينيه، ففقد النظر وأصبح كفيفا، إلا أنه لم يرفض البقاء مكتوف الأيدي؛ لا يعمل ولا يتحرك ولا يشارك في أي أنشطة؛ فقرر احتراف العزف، وكانت آلة الكمانجا الطريق الذي اتخذه أحمد فهمي لتغيير حياته.
أحمد فهمي، يبلغ من العمر 28 عامًا، من محافظة بورسعيد، عاش رحلة طويلة من الصعوبات بعد إصابته بالعمى، يتخللها نجاحات وأمل، ويحكي لـ«»: «قبل ما أبقى كفيف كنت شغال معظم وقتي وماكنتش بفضى خالص، لكن بعد ما بقيت كفيف معظم الوقت قاعد فاضي مش بعمل حاجة، رغم إن أهلي وأصدقائي بيحاولوا يخرجوني من حالتي النفسية، لكن ماكنش في إمكانية إني أعمل أي حاجة في الدنيا».
بداية تعلم «فهمي» العزف على الكمانجا
قبل محنة «فهمي»، كان يحب الاستماع لموسيقى ياسر عبد الرحمن، واستمر على هوايته حتى بعدها، وكان يسأل نفسه دائمًا: «إزاي الآلة دي بتطلع العزف ده، إزاي بتقدر تطلع حزن وفرح»، وقرر أن يحاول تعلمها كمجرد هواية، فبدأ من خلال دورات تدريبية بقصر الثقافة ببورسعيد: «مكنتش حابب أفضل قاعد مش بعمل حاجة، طلبت أروح أتعلم، روحت قصر الثقافة الأول وبعدين بدأت كورسات خاصة، ووالدتي كانت بتساعدني وهي اللي كانت بتوديني».
في بداية تعلمه، أبلغه المدرب أن آلة الكمانجا تعتمد بشكل أساسي على النظر، وتعلمه أمر ليس سهلًا، بل يحتاج إلى مجهود كبير، ونصحه الكثيرون بالابتعاد عنها والعزف على العود، فرفض: «قالوا لي إن الكمانجا أساسًا صعبة على المُبصر، ونصحوني أبعد عنها، بس أنا كنت بحبها، عاوز أفهم إيه اللي بيحصل مع الآلة دي وبتطلع كل المقطوعات دي ازاي».
أسلوب جديد ليتعلم «فهمي» العزف على الكمان
انتقل «فهمي» إلى أسلوب جديد لتعلم العزف بدلًا من الاعتماد بشكل أساسي على النظر، فكان السمع والإحساس الطريقة الوحيدة لديه هو ومدربه: «المدرب بتاعي قالي إحنا هنبدأ نخلي الموضوع سماعي أكتر من إن إحنا نفهم طبيعة الآلة، عينك مش موجودة هنتعلم بالسمع»، ومن الهواية، احترف «فهمي» العزف على الكمانجا، وبدأ في نشر مقطوعاته عبر صفحته الشخصية على موقع الفيديوهات «يوتيوب»، ومنها بدأت حياته تتغير: «كان مجهود شاق وصعب عليا بس قدرت ونجحت، ومن خلال يوتيوب لقيت فرقة الموسيقى العربية بيطلبوني أكون معاهم، واشتغلت معاهم وحضرت حفلات كتير».
«فهمي»: تعلم العزف أحلى حاجة حصلت لي في حياتي
يرى «فهمي» أن تعلمه العزف على الآلة الموسيقية هو أفضل ما حدث له في حياته، مؤكدًا أنه لاقى دعما كبيرا من أسرته وأصدقائه: «أحسن حاجة حصلت لي إن ربنا وفقني ووهب ليا ناس تعلمني وناس تدعمني».