ارتفاع قياسي في درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، تشهده البلاد بدءًا من غد الخميس، على كل محافظات الجمهورية، إذ يكشر فصل الصيف عن أنيابه، مُعلنًا حالة من الطقس شديدة الحرارة، بفعل تأثير منخفض الهند الموسمي، الذي يتعاظم تأثيره في شهري يونيو ويوليو، ويسيطر على مساحة شاسعة من شبه الجزيرة العربية، ويصل إلى بلاد الشام وتركيا ومصر.
منخفض الهند الموسمي يشعل حرارة الصيف
يؤثر منخفض الهند الموسمي، على حالة الطقس بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، ونسب رطوبة تتخطى 95% على بعض المناطق، ما يتسبب في موجات حارة قوية على مصر، إذ قد يُسجل منخفض الهند الموسمي قيم ضغط جوي منخفضة قد تصل خلال شهر يوليو إلى أدنى من 995 مللي بار.
وخلال هذه الأجواء الحارة التي نعيش في ظلها بسبب منخفض الهند الموسمي، يأتي مرتفع العروض الوسطى «مرتفع الأزوري»، ليكون الانفراجة التي ننتظرها في أيام الصيف شديدة الحرارة.
ما هو المرتفع الأزوري؟
امتداد مرتفع العروض الوسطى أو المرتفع الأزوري الذي يتخلل فصل الصيف، هو المرتفع الذي يجلب كتلًا هوائية قادمة من جنوب أوروبا، تعمل على تحسن نسبي في درجات الحرارة في بعض الأحيان.
والمرتفع الأزوري بحسب الهيئة العامة للأرصاد الجوية، عبارة عن نظام ضغط جوي شبه استوائي، يقع مركزه بالقرب من جزر الأزور في المحيط الأطلسي، ويشكّل المرتفع الأزوري أحد قطبي الظاهرة NAO (تذبذب شمال الأطلسي)، أما المنخفض الآيسلندي يشكّل القطب الآخر.
وأشارت الأرصاد، إلى أنّ المرتفع الأزوري يعتبر أحد مراكز الفعل «centre of action» في مناخ الكرة الأرضية، إذ يتمثل تأثير «الأزوري» في طقس ومناخ مناطق واسعة تشمل أوروبا وشمال إفريقيا، ويعتبر أيضًا هو المسؤول الرئيسي عن صحراء شمال أفريقيا، ويمتد تأثيره أيضًا لحوض البحر المتوسط.
وعندما يؤثر المرتفع الأزوري على مصر خلال شهر يوليو وأغسطس، يمتد فوق البحر المتوسط ليصبح الطقس صحو طوال فصل الصيف، فيؤثر على محافظات البلاد برياح شمالية غربية تلطف من الحرارة المرتفعة صيفًا، خاصة على السواحل الشمالية الغربية.
ومع تراجع المرتفع الأزوري وتزحزحه نحو الغرب، يأتي منخفض الهند الموسمي ليحل محلّه، ويكون مصاحبا لرياح شمالية شرقية حارة تصاحب الموجات الحارة، ويصاحبها ارتفاع في نسب الرطوبة، ما يزيد من الإحساس بحرارة الطقس.