عمل كمال الشاهد 58 سنة، منذ حوالي 10 سنوات في جمع مخلفات المحال التجارية، وكان ضمن هذه الأشياء التي تقع أمامه إطارات السيارات، ولم يكن لها أية نفع بالنسبة له، إذ يعزف الكثير من زبائنه عن شرائها، مما دعاه للتفكير في تحويلها إلى قطع فنية يمكن الاستفادة منها.
فقرر ابنة منطقة الوراق بمحافظة الجيزة، بعد ذلك ترك تلك المهنة، ليتجه إلى الشيء الذي تستطيع أصابعه إتقانه: «لما لقيت عدم فايدة من كاوتش العربيات اللي بيجيلي بدأت اشتغل عليه، وادور على الناس اللي بتشتغل فيه، فلقيت قرية في طنطا بتصنع منه المقاطف، اسمها ميت الحارون»، هكذا بدأ الرجل حديثه لـ«».
مراحل تحويل الإطارات إلى قطع فنية
ثم بدأ بعد ذلك في مشاهدة الفيديوهات والبحث عن أناس لهم خبرة في صناعة هذا الفن: «دورت على فيديوهات واتعلم منها أشياء، تواصلت مع فنان تشكيلي، وبدأت أعمل عينات كتجارب أولى ليا».
تبدأ مراحل التحويل بدخول الإطارات مرحلة الغسيل الجيد بالماء والصابون وغيره من المنظفات، ثم يقوم بتقطيعها عن طريق استخدام أدوات جلها يدوية: «بستخدم في التقطيع سكينة معينة أنا اللي مصممها عشان تناسب الكاوتش والحديد الموجود داخله، بجانب إني بستخدم شنيور ومنشار أركت كهربائي»، ويحرص بالرغم من ذلك على عدم الإفراط في استخدام الآلات الكهربائية كـ«الصاروخ» بسبب ما يخلفه من عوادم مضرة للبيئة.
تحف فنية أنتجها «كمال»
يستطيع الرجل ابن مركز الوراق بمحافظة الجيزة، أن ينتج العديد من التحف الفنية والأنتيكات، فصنع تمساحًا، وحصانًا صغيرًا، وأنتج ديكورات للحدائق بأشكال مختلفة، وصنع ألعاب الأطفال: «وعملت منها كراسي، وترابيزات، وزهرية، ومقاعد، وسفرة بتاعت أنتريه».
وبعد رحلة قضاها «كمال» مع هذه الصنعة استمرت حوالي 10 سنوات تحول الموضوع من مجرد هواية وفن، إلى عمل يقوم به في ورشة صغيرة بمنزله، ويسوق له عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي؛ بسبب عدم ملاءمة منتجاته لسكان المنطقة التي يقطنها: «أغلبية شغلي ببيعه لسكان المناطق الراقية في القاهرة».
وبسبب ذلك فكر في أن يملك مساحة في إحدى المناطق التي تقبل على شراء منتجاته، ولكنه لم ينجح في ذلك: «حبيت أخد مساحة أعمل فيها معرض دائم، لكن مقدرتش احصل عليها».