| كم يتكلف بناء الهرم الأكبر في عصرنا الحالي؟.. رقم خيالي في وقت قياسي

الهرم الأكبر، مبنى ضخم بارتفاع شاهق، جدرانه تحكي أسرار وحكايات مرتبطة بعظمة المصري القديم، الذي استطاع تشييد أطول مبنى في العالم طيلة 3800 عام، والمصنف كأحد عجائب الدنيا السبع، لكن السؤال الأهم حاليا في حال تمت إعادة بناء هرم الملك خوفو، كم يستغرق من الوقت وماذا عن تكلفة بناؤه؟

تصور تخيلي لبناء الهرم الأكبر

ووضع موقع «لايف ساينس» الأجنبي، قبل سنوات قليلة، تصور تخيلي للمعدات والعمالة البشرية في حال أعيد بناء الهرم الأكبر في عصرنا الحالي، كاشفا عن فريق عمل فرنسي بقيادة جان بيير هودين، المهندس المعماري الفرنسي الذي وضع نموذجا افتراضيا لعملية البناء. 

في البداية، تصور فريق العمل أنه سيكون هناك اختلافان رئيسيان بين بناء الهرم قديما وحاليا؛ فبدلاً من أن يسحب الناس الزلاجات التي تحمل الحجارة، يمكن استخدام الرافعات والمعدات والآلات الحديثة مثلما يتم رفع الأدوات على قمم ناطحات السحاب اليوم.

أما الأمر الثاني يرتبط بالوقت الزمني والجانب البشري، ففي حين أنه تم بناء الهرم على مدار 20 عامًا، فإن بناؤه اليوم باستخدام المركبات التي تحمل الأحجار والرافعات والمروحيات قد يستغرق من 1500 إلى 2000 عامل، ويمكن الانتهاء منه في غضون 5 سنوات. 

ويتكون الهرم الأكبر من حوالي 2.3 مليون حجر، يزن كل منها ما يقرب من 3 أطنان، وهو ما يعني أنّ إجمالي كتلة الهرم الأكبر تزن 6.5 مليون طن، بحسب موقع «The Richest»، الذي أشار عام 2021 إلى أن تكلفة الحجر وحده تقدر 495 دولارًا لكل كتلة؛ مما يجعل تكلفة المواد وحدها تصل إلى 1.14 مليار دولار بالإضافة إلى تكاليف العمالة والنقل وغيرها. 

هل يمكن بناء الهرم الأكبر؟

الدكتور حسين عبدالبصير، الخبير الآثري ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، علق على التصور الخاص بالمجلة العلمية، قائلا إنّ وقت بناء الأهرامات بحسب الرويات التاريخية استغرق تشييده ما يقرب من 20 عاما، وشارك في بنائه 20 ألف عامل، متوقعا أنه في حال إعادة بناؤه حاليا، قد تصل مدة تشييده إلى 10 سنوات، مكلفا حوالي 15 مليار دولار. 

ويرى «عبدالبصير»، أن إعادة بناء الأهرامات ما هو إلا تصور تخيلي يصعب تحقيقه في عصرنا الحالي، نظرا لطبيعة الزمن وغرض البناء، فبناء الأهرامات في مصر القديمة كان يرجع لمعتقدات مرتبطة بالحياة الأبدية، وأهمية تشيد تلك المباني. 

معلومات عن الهرم الأكبر

وبحسب موقع الآثار المصرية الرسمي، أن هرم الملك خوفو تم في الفترة 2589-2566 قبل الميلاد، ومع ارتفاعه الأصلي البالغ 146.5 متر، أصبح أطول مبنى في العالم طيلة 3800 عاما، وبني الهرم الأكبر من الحجر الجيري المحلي في حين كان مغطى قديمًا بالكامل بكساء من الحجر الجيري عالي الجودة، وتم جلب أحجار الكساء من محاجر طرة عن طريق مراكب تصل حتى الهرم.

ويضم الهرم من الداخل ثلاث حجرات دفن، إحداها مقطوعة أسفل الصخر السفلي، واثنتان على ارتفاع داخل المبنى نفسه، وهو أمر ينفرد به هرم خوفو، ولا يوجد في هرم آخر.