كم يوما يصمد الأحياء تحت الأنقاض؟، سؤال ربما يتبادر إلى أذهان البعض مع استمرار عمليات البحث عن ناجين في المناطق المتضررة من الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا والشمال الغربي لسوريا منذ نحو 6 أيام على حدوث الكارثة.
كم يوما يصمد الأحياء تحت الأنقاض؟
بحسب صحيفة «ذا وشنطن بوست» الأمريكية، بعض الخبراء أوضحوا أن المدة قد تصل إلى أسبوع أو أكثر لإنقاذ أشخاص من تحت أنقاض الزلزال، لكن ذلك يعتمد على 3 أمور وهي، طبيعة إصاباتهم وكيف يتم احتجازهم والظروف الجوية، حيث تحدث معظم عمليات الإنقاذ في أول 24 ساعة بعد وقوع الكارثة.
وبعد ذلك، تنخفض فرص النجاة مع مرور كل يوم، كما يقول الخبراء، الذين أشاروا أيضًا إلى أن الوصول إلى الماء والهواء من العوامل الحاسمة إلى جانب الطقس التي تجعل الشخص يستمر على قيد الحياة.
الدكتور جارون لي، خبير طب الطوارئ والكوارث في مستشفى ماساتشوستس العام، قال: «عادةً ما يكون من النادر العثور على ناجين بعد اليوم الخامس إلى السابع، وستفكر معظم فرق البحث والإنقاذ في التوقف بحلول ذلك الوقت»، لكن هناك العديد من القصص لأشخاص نجوا بعد مرور سبعة أيام.
حالات نجت بعد أسبوع
كما أوضح الدكتور كريستوفر كولويل، أخصائي طب الطوارئ في جامعة كاليفورنيا: «كثير من السيناريوهات المختلفة حدثت، فهناك بعض الإنقاذات المعجزة حقًا ونجا الناس في ظل ظروف مروعة، أكثرهم شبابًا وكانوا محظوظين بما يكفي للعثور عليهم من تحت الأنقاض».
وبعد زلزال وتسونامي اليابان عام 2011، تم العثور على مراهق وجدته البالغة من العمر 80 عامًا على قيد الحياة بعد 9 أيام محاصرين في منزلهما بالأرض، وفي العام السابق، تم إنقاذ فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا من أنقاض الزلزال في بورت أو برنس بعد 15 يومًا.
تعليق استشاري: البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض يتأثر بعدة عوامل
الدكتور محمد عز العرب، استشاري الجهاز الهضمى والكبد ومؤسس وحدة أورام بالمعهد القومى للكبد، أكد خلال حديثه مع «» أن البقاء على قيد الحياة يتأثر بعدة عوامل، وهي كما يلي:
– تعرض الإنسان لإصابات مباشرة نتيجة الأنقاض سواء ارتجاج في المخ أو كسور مضاعفة.
– كمية الهواء الموجودة حول الإنسان، وعادة ما تكون نسبة الهواء عالية في الأدوار العليا و«البدروم».
– الماء، الشخص يستطيع العيش بدون ماء من أسبوع لـ8 أيام كحد أقصى، نظرًا لأن السوائل في جسم الإنسان تشكل 70% و75% في جسد الطفل 75%.
– وفي حال وجود مصدر مياه تحت الأنقاض، يكون الطعام عاملًا أساسيًا حيث يستطيع الإنسان تحمل الجوع مدة أطول، وتختلف قدرة التحمل حسب العمر، فالشخص الكبير في السن قدرته أقل من الشاب والإناث أقل تحملًا للجوع، والأشخاص الذين لديهم وزنًا زائدًا تقل فرصهم في الشعور بالجوع.
– الراحة نفسية أيضًا قد تكون سببًا في البقاء على قيد الحياة، فنجد بعض الأشخاص يموتون نتيجة الإصابة بصدمة عصبية وفقدان الأمل في الحياة.