| «كنت بذاكر وأنا باخد كيماوي».. «زياد» يحارب السرطان بالتفوق في الثانوية العامة

رحلة كبيرة من المعاناة خاضها زياد كرم القرشي، الطالب بالصف الثالث الثانوي، بعدما أصيب بالسرطان اللعين، لكنه استطاع التغلب على المرض بالتفوق رغم الآلام التي عاشها منذ اكتشاف إصابته، فحلمه كان أكبر دافع لمواصلة المذاكرة والاجتهاد، ليكلل مجهوده بالحصول على 75% في الشعبة الأدبية، رغم الظروف النفسية والصحية القاسية التي مر بها.

طالب يحارب السرطان بالنجاح

«بكيت بكاءً شديدا حينما علمت بإصابتي بسرطان الدم في نهاية الصف الثالث الإعدادي، لكني رجوت الله سبحانه وتعالى أن يمدني بالقوة الإرادة لمواجهة السرطان اللعين، ورغم أن بعض أصدقائي وأقاربي نصحوني بعدم الالتحاق بالثانوية العامة، إلا أنني صّممت على الالتحاق فيها لتحقيق حلمي»، كلمات لخص بها زياد، من محافظة كفر الشيخ قصته مع المرض والثانوية العامة.

حلم الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، كان يراود «زياد» منذ الصغر، ورغم إصابته بالمرض اللعين إلا أنه واصل المذاكرة من أجل تحقيق حلمه: «كان نفسي أدخل اقتصاد وعلوم سياسية، لكن اجتهدت ورغم ظروفي الصعبة حققت رقما جيدا في الثانوية العامة، مقارنة بزملائي الذين لا يعانون من أي ضغوط أو أمراض».

رحلة زياد مع السرطان والتفوق

ألم ممزوج بالأمل والتمسك بالإرادة، هكذا كان يعيش «زياد»، حتى حصل على مجموع مُرضي في الثانوية العامة: «كنت عايش في ألم لكن ربنا سبحانه وتعالى كان مديني القوة والإرادة اللي مخلياني أكمل، يقيني بالله كان سر نجاحي في أي حاجة، دعوات أمي ودعمها اللا متناهي كان سببا في تخطي كثير من الأزمات اللي عشتها خلال السنوات الثلاث».

معاناة نفسية شديدة عاشها الطالب زياد كرم، خاصة بعد سقوط شعره إثر جرعات العلاج الكيماوي، لكنه استطاع تخطي هذا الشعور وهزم السرطان بالنجاح: «كنت تعبان لما شعري وقع وصبرت على المرض وقلت لازم أحقق حلمي وأجتهد وأذاكر والباقي على ربنا، ورغم إني تعرضت لكسر في قدمي وذراعي ومكثت في الجبس لأكثر من 4 أشهر أثناء الثانوية العامة، لكنني تحديت الظروف القهرية وتغلبت عليها بالمذاكرة».

كيف تغلب زياد على السرطان؟

دعم نفسي كبير تلقاه «زياد» من والديه كرم القرشي الصحفي وأميرة جابر معلمة اللغة العربية وأشقائه خلال رحلة علاجه وتعليمه الثانوي، ليكلل بنجاحه بحسب والده: «زياد كان عنده إصرار رهيب على مواصلة المذاكرة في الصف الثالث الثانوي، ولم يوقفه المرض بل كان مثلا قويا وقدوة لإخواته الصغار، وكان بيديني قوة وعلمنا الصبر على الابتلاء، كان أقوى شخص فينا رغم أنه المبتلي».

حرب كبيرة خاضعها الطالب زياد كرم مع السرطان، فكان يعلق «كانيولا» للحصول على جرعات العلاج الكيماوي، في يده اليسرى، ويمسك بكتبه الدراسية في اليمنى، مصمما على اجتياز تلك المرحلة الصعبة، وعازما على الانتصار في تلك الحرب الصعبة للغاية: «كنت بذاكر وأنا باخد جرعات الكيماوي، قلت لازم أنتصر ومفيش أي حاجة توقفني، والفضل لأهلي، وبإذن الله سألتحق بكلية التجارة الإنجليزي، وسأواصل مراحل تعليمي إلى ما حييت».