انتشال جثث وأشلاء لأطفال ونساء، وجرحى تحت الركام، وأطعمة مغموسة بالدماء، مشاهد ترصد الوضع الإنساني المروع غير المسبوق الذي يعيشه أهالي غزة، بعد اندلاع طوفان الأقصى، وبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي بات مظلما بعد انقطاع الكهرباء والماء.
نقص مياه الشرب
نقص مياه الشرب، أزمة خطيرة يعاني منها أهالي قطاع غزة، وتهدد صحة المواطنين وسلامة المرضى فى المستشفيات، إضافة إلى خطورته على الثروة الحيوانية والنباتية، فعلى مدار الايام الماضية، حرم الأهالي من المياه الصالحة للشرب، ما يزيد من معدلات الإمساك والصداع وسوء الهضم وارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالجلطات وحصوات الكلى، بحسب ما أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة.
«الجفاف الذي يعاني منه الأطفال والمسنون في قطاع غزة قد يؤدي إلى هلاكهم»، وفقا لحديث «بدران» لـ«»، مشيرا إلى أن الجفاف الذي يصيب أهالي غزة سينتج عنه مضاعفات خطيرة، مثل التشنجات واختلال وظائف المخ والفشل الكلوي والصدمة والغيبوبة والموت.
انقطاع المياه النظيفة عن أهالي قطاع غزة، يحرمهم من أبسط استخداماتها، وهو غسل الأيدى، ما يؤدي إلى انتشار العدوى بسبب 250 نوعا من الميكروبات، نتيجة غياب النظافة وتلوث البيئة، بحسب عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، موضحا أن فشل أنظمة الصرف الصحي الناتج عن قصف الطيران الإسرائيلي، سيؤدي إلى انتشار أمراض الإسهال القاتلة، بما في ذلك الكوليرا وحمى التيفويد والدوسنتاريا والتهابات المعدة والأمعاء وشلل الأطفال، منوها إلى أن تلوث الأطعمة بقطاع غزة يهدد بانتشار التسمم الغذائي.
صعوبة الوضع الصحي
توقف الإمدادات والمياه وفساد الأطعمة والأدوية وعبوات الدم والبلازما والتطعيمات، وحرمان المستشفيات من الإضاءة وتوقف الأجهزة الطبية والتنظيف والتعقيم، يزيد المشهد في قطاع غزة قتامة، ويهدد بزيادة الأوضاع سوءا، بسبب التلوث وسوء التهوية والاختناق وتوقف العمليات الجراحية وصعوبة التواصل مع الأطقم الطبية والمرضى والجرحى، وفقا لـ«بدران».
أمراض ناتجة عن تحلل الجثث
كارثة بيئية يتوقع أن تهدد دول الجوار والعالم أجمع، بسبب انتشار الجثث في العراء في قطاع غزة، حيث يمكن اعتبار الجثث خطرا بيولوجيا محتملا، لأن السوائل المنبعثة بعد الوفاة يمكن أن تحمل أحيانا مسببات الأمراض المنقولة بالدم، كما أن ارتفاع درجات حرارة الجو والرطوبة، يزيد من تحلل الجثث، بحسب ما ذكر عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة.
جثث الفلسطينيين الملقاة بالطرقات وأسفل الركام تتلوث على مدار الساعة أيضا، عن طريق القمامة ومياه المجارى وحيوانات الشوارع والملوثات البيئية، بحسب «بدران»، لافتا الى أن مخاطر بيولوجية للجثث الملقاة في الشوارع، منها الدرن والفيروسات المنقولة بالدم مثل وفيروس الالتهاب الكبدى بى وفيروس الالتهاب الكبدى سى فيروس الإيدز اوالكوليرا والإشريكية القولونية وفيروس الالتهاب الكبدى أ، وفيروس الروتا والسالمونيلا والشيجيلا والحمى التيفية.
العصيات متطايرة في الهواء المتبقي في الرئتين ينفث السائل من الرئتين ويتدفق عبر الأنف أو الفم أثناء التعامل مع الجثة سيكون مسؤولا عن انتشار مرض الدرن، ويمكن أن تنتقل الفيروسات المنقولة بالدم من الجثث عن طريق التلامس المباشر مع الجلد غير السليم أو الغشاء المخاطي من تناثر الدم أو سوائل الجسم أوشظايا العظام، بحسب عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة.
عدوى الجهاز الهضمي
يمكن أن تنتقل عدوى الجهاز الهضمي من الجثث في الشوارع عن طريق الفضلات المتسربة من الجثث والملابس الملوثة والأدوات الشخصية الملوثة والمياه الملوثة، بسبب الجثث، وفقا لما ذكره «بدران».
ويمكن أن يحدث انتقال الطاعون من جثة بشرية مصابة عبر 3 طرق، وفقا لعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة:
1. ملامسة سوائل الجسم المعدية مباشرة من خلال الجلد أو الاستنشاق.
2. بشكل غير مباشر من خلال الملابس الملوثة.
3. لدغات من البراغيث المصابة من الجثث على الجسم أو في الملابس.