| «كيرلس» طالب إعدادي يقتحم سوق العمل بدراجته: «نفسي أبقى دكتور»

بدراجته البسيطة المملوء صندوقها بكراتين البضاعة، يمارس الطفل كيرلس سامح، عمله كل يوم في توزيع البضائع على محلات البقالة المختلفة، إلى جانب دراسته بالصف الثاني الإعدادي؛ حبًا في العمل ورغبة في الاعتماد على نفسه في سن مبكرة وأن يمتلك أموالا خاصة به، رغم أن والداه يوفر له كل ما يريده ويتكفل بمصاريفه كافة.

كيرلس سامح، 13 عاما، طالب بالصف الثاني الإعدادي، يعيش في منطقة إمبابة شمال محافظة الجيزة، ويمارس عمله منذ شهور، بعدما استجاب والداه لرغبته مؤخرا: «أبويا كان معترض في الأول، وعايزاني أركز على دراستي ومليش دعوة بحاجة تانية، بس أنا حابب إني اشتغل في سن صغير، وأحوش من شغلي فلوس كتيرة».

طالب الإعدادية بين مذاكرته وعمله 

يمارس طالب الصف الثاني الإعدادي، عمله لعدد من الساعات يوميًا، ثم يعود إلى بيته لينتهي من مذاكرته وفروضه المدرسية: «دلوقتي امتحاناتي هتبدأ بعد أيام، بخرج الصبح أوزع البضاعة، وأرجع أذاكر طول اليوم، لحد ما أنام، أما أيام المدرسة، كنت بروح المدرسة الأول، ولما برجع بعمل واجب المدرسة وبعدين أشوف شغلي».

أجرة «كيرلس» بين 30 لـ 50 جنيها 

يتحصل صاحب الـ 13 عامًا على أجرة يومية من 30 إلى 50 جنيها، ويستغل فيه قدراته على قيادة دراجته التي يمتلكها: «الشغل بتاعي مش متعب خالص، أنا بلف على المحلات أوزع عليها البضاعة، زي ما أكون بلعب بعجلتي في الشوارع، بس الفرق إن ده شغل، باخد عليه أجر وبحوش كله، أبويا بيجبلي كل اللي أنا عايزه».

طالب الصف الثاني الإعدادي، يحلم بأن يصبح مستقبلًا طبيب يعالج ويداوي المرضي، ويمنع عنهم الآلام، ولهذا يحاول الاجتهاد في دراسته إلى جانب عمله، حتى يصل إلى الطريق الذي سيمكنه من الالتحاق بالثانوية العامة ومن ثم كلية الطب: «عايز أبقى دكتور، في ناس كتير مريضة، محتاجة اللي يعالجها ويخفف من آلامها».