«الشغل من صغرك هيخلي عندك خبره في الحياة، وتعرف تتصرف في مواقف صعبة بشكل كويس».. كلمات تحفيزية وتشجيعية ليست مجرد كلام على ورق، بل هي واقع عاشه شاب عشريني منذ صغره، إذ اتخذ والده قدوة حسنة يحتذى به، رغم وجوده في صفوف الجيش الأبيض، وانضمامه لملائكة الرحمة.
بملابس المحارة، التي تتطلب ارتداء جوانتي، يمسك كيرلس عادل، ابن محافظة الفيوم، 19 عامًا، برفقة والده، «التخشينة» التي يضع بها المونة على الحائط، ويواصل عمله خلال الإجازة الصيفية، أو العطلات الرسمية، ليستبدله بـ«يونيفورم» آخر، الخاص بالتمريض لمداواة جراح المرضى.
فخره بوالده الذي يعمل في المحارة والمقاولات، دفعه للدخول في المجال مبكرًا بمجرد بلوغه 5 أعوام، كما روى لـ«»: «والدي بالنسبالي قدوة، كنت بحب أخرج معاه وأنا صغير الشغل، وأقعد أساعده في حاجات بسيطة».
5 جنيهات، أول «يومية» حصل عليها الشاب العشريني، ورغم عمله إلا أنه لم يهمل في دراسته، نظرًا لأنه كان يعمل في الإجازات فقط، مما دفعه إلى دخول كلية التمريض.
حلمه الذي لم يتحقق لأسباب خارجة عن إرادته، إذ كانت بداية جائحة كورونا، منعته من الالتحاق بكلية الطب، لم يقف حائط صد في استكمال مسيرته، وتلبية رغبته من أن يكون ضمن صفوف الجيش الأبيض، ليتحق بكلية التمريض.
«كنت بزيد كل أجازة 5 جنيه، ولغاية دلوقتي شغال مع والدي في مدينه بدر، وباخد يومية كويسة»، بحسب «كيرلس، مضيفا: «حبيت أكمل شغلي معاه، علشان أقدر أشيل من عليه حمل مصاريفي، وكمان أحاول أساعد معاه في مصاريف البيت».
كيرلس: «أول ما هتخرج هركز في التمريض»
وأكد «كيرلس»، أنه سيترك المحارة ويوفر كامل وقته للتمريض بعد التخرج من الكلية، نظرًا لأنه ما زال طالبا في الصف الثاني بالكلية: «المحارة مهنة مرهقة جدا للبدن و الصحة، أنا بنزل أجيب مصاريفي بس، لكن دي مش شغلانتي خالص».