مواقف مختلفة يمر بها الإنسان في أحلامه وخلال نومه، تختلف في أحداثها وتأثيرها على مشاعره بعد الاستيقاظ، ويظل الشخص بعدها في حيرة كبيرة من أمره؛ لا يعلم إذا كان ما شاهده في نومه حلمًا أو رؤيا من الله، أم أنها مجرد تفريغ لِما حواه العقل الباطن.. فما هي طريقة التمييز بين الحلم والرؤيا؟ وماذا يفعل الشخص في حال تعرَّض لأي منهما؟.
ما يراه الإنسان في نومه يكون على ثلاثة أضرب
أوضح الشيخ محمود جمال، واعظ بـ الأزهر الشريف، خلال حديثه لـ«»، أن ما يراه الإنسان في نومه يكون على ثلاثة أضرب:
1- منه ما هو رؤى صادقة.
2- ومنه ما هو من الشيطان.
3- ومنه ما هو من حديث النفس وما يكثر الإنسان من ذكره والتعلق به والحديث عنه والتفكير فيه، والجميع من خلق الله تعالى وإرادته وقدره.
كيفية التمييز بين الرؤيا والحلم
كما شرح «محمود» الرؤيا، موضحًا أنها مشاهدة النائم أمرًا محبوبًا، وهي من الله تعالى، وقد يراد بها تبشير بخير، أو تحذير من شر، أو مساعدة وإرشاد، ويسن حمد الله تعالى عليها، وأن يحدث بها الأحبة دون غيرهم، بينما الحلم هو ما يراه النائم من مكروه، وهو من الشيطان، ويسن أن يتعوذ بالله منه ويبصق عن يساره ثلاثًا، وأن لا يحدِّث به؛ فمن فعل ذلك لا يضره، كما يستحب أن يتحول عن جنبه، وأن يصلي ركعتين: «الإنسان حينما يحلم بشيء مكروه فإنه يتفل عن شماله ثلاث مرات ولا يحدث بها أحدًا لأن الحلم المكروه إذا فسر وقع».
وقد يكون ما يراه النائم ليس حلمًا ولا رؤيا، وإنما هو حديث النفس أو ما يُسمى «أضغاث أحلام»، وفقًا لـ«محمود»، الذي أوضح أنه عبارة عن أحداث ومخاوف في الذاكرة والعقل الباطن، يعيد تكوينها مرة أخرى في أثناء النوم، كطالب يذاكر طيلة النهار فيجد نفسه في أثناء النوم وكأنه يستذكر دروسه، أو شخص يعمل في حِرفه وعند النوم يجد نفسه يتذكر ما دار معه خلال ساعات العمل.
الرؤيا للأمر المحبوب والحلم للمكروه
وأضاف «محمود»: «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، والرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه»، لافتًا إلى أن العلماء اصطلحوا على أن يسموا رؤية الأمر المحبوب في المنام رؤيا، ورؤية الأمر المكروه حلمًا، ولذلك فالفرق عندهم بين الرؤيا والحلم هو أن الرؤيا تكون للأمر المحبوب والحلم يكون للأمر المكروه.