«اللي بيحصلي ده حسد».. عبارة متكررة في حياتنا اليومية، فعندما يقع الشخص في أي مأزق يرجع الأمر إلى كونه محسودًا أو «معموله عمل»، الأمر الذي دفع الكثيرون إلى التساؤل حول كيفية التفرقة بين الحسد والأخطاء اليومية والابتلاءات التي يتعرض لها البشر.
وأوضح الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أنه لا يجب أن يتوسع الإنسان في الخوف من الحسد حتى لا يكون شماعة تخفي وراءها الكسل والهوان والإفراط، مؤكدًا أهمية عدم إسناد كل عدم نجاحه إلى ذلك.
«لاشين»: الحسد أصبح شماعة الإهمال والكسل
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع تلفزيون «»: «يحب إسناد عدم النجاح إلى تقصير نفسي والإهمال والكسل، وذلك أولى ألف مرة من أن أبرر فشلي بفكرة الحسد، لأننا إذا فعلنا ذلك لن نسعى إلى أسباب العلاج، والتي قد تكون تقصيرًا أو تفريطا أو إهمالا».
«الحسد لا يستطيع أن ينكره أي إنسان
وتابع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: «الحسد لا يستطيع أن ينكره أي إنسان، حيث جاء في القرآن، وقال الله في كتابه العزيز، {قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد}، وبالتالي القرآن قرر ذلك واعترف بذلك وأن هناك ما يسمى بالحسد».
وأشار، إلى أن من بين الأحاديث التي ذكرت ذلك «العين تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر»، ورغم ذلك فإن عقيدة المؤمن الصحيحة لا تنسب أقدار الله إلى غير الله، وإنما تنسب الأقدار إلى رب القضاء والقدر وهو الخالق جل وعلا.
كيف نحصن أنفسنا من الحسد؟
ونصح «عطية لاشين»، بقراءة سورة الفلق وسورة الناس، وألّا يذكر الإنسان عنده من نعم وفضل أمام الجميع، لأنه لا يأمن أن يكون حاسده من بين الجميع: «فليحتفظ لنفسه بأخباره لأنه إن ذاع وشاع ذلك بين الناس ربما يكون بين الحاضرين في المجلس حاسد فينقم عليه».