كيفية صلاة الجنازة- تعبيرية
صلاة الجنازة، من الصلوات التي يحرص على أدائها الكثير من المواطنين ويتزايد البحث عنها عبر المحركات بشكل يومي، نظرًا لأنّها من التساؤلات الشائعة بين المسلمين والتي يحرص الكثير على معرفتها، بالإضافة أيضًا إلى البحث عن الأسئلة المتعلقة بالجنازة مثل «ماذا نقرأ في صلاة الجنازة»، وما هي أدعية الميت في صلاة الجنازة، وصلاة الجنازة كم تكبيرة وغير ذلك فيما يتعلق بالجنازة في أحكام الشريعة الإسلامية.
كيفية صلاة الجنازة
وأوردت دار الإفتاء عبر قناتها الرسمية على «يوتيوب»، فيديو يشرح كيفية صلاة الجنازة، وهي فرض كفاية؛ إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين، وتكون الصلاة في أساسها على الميت الحاضر، وإذا لم يتمكن الحضور من الصلاة على الميت حاضرًا، أجازت دار الإفتاء الصلاة عليه غائبًا، سواء كانت الصلاة جماعةً أو فُرادى، وسواء أكان قد صُلِّي عليه أم لا، ويُسْقِط ذلك فرض الصلاة عليه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، «أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نعى النجاشيَّ للناس في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلَّى، فصفَّ بهم، وكبَّر أربع تكبيرات» متفقٌ عليه.
وحثَّ الشرعُ الشريفُ على حضور صلاة الجنازة، ورتَّبَ عليها الأجرَ والثوابَ، وجعلها من حقِّ المسلم على أخيه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ شَهِدَ الجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّي، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ»، قيل: وما القيراطان؟ قال: «مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ» متفق عليه.
ويشترطُ لصحَّة صلاة الجنازة ما يشترطُ في بقيَّة الصلوات المفروضة وغيرها من طهارةِ البدن والثوب والمكان، وستْرِ العورة، واستقبالِ القبلة، والقيامِ عند القدرة.
وصلاة الجنازة عبارة عن أربعة تكبيرات، يقرأ المصلون في التكبيرة الأولى سورة الفاتحة، وبعد التكبيرة الثانية يقول المصلون الصلاة الإبراهيمية أي النصف الثاني من التشهد: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (رواه البخاري، ومسلم).
وبعد التكبيرة الثالثة، يقف المصلي ويدعو للمتوفي بإخلاص بالمغفرة والرحمة، إذ يقول دعاء المتوفي وهو: «اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعافِهِ وَاعْفِ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نَزْلَهُ وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بالماءِ والثلج وَالبَرَدِ» رواه مسلم، كما يمكن أن يدعول المصلي بالتجاوز عن سيئات المتوفي.
وبعد التكبيرة الرابعة يدعو المصلي للمشيعين في الجنازة وللميت ولجميع المسلمين، فيقول: «اللهم لا تحرمنا أجره ولا تَفتِنـّا بعده»، ثم يُسلم عن يمينه تسليمة واحدة لما ورد فعله عن النبي عليه الصلاة والسلام، ويجوز أن يسلم تسليمة ثانية عن يساره، لورود أحاديث في ذلك.
دعاء صلاة الجنازة
وعن دعاء صلاة الجنازة، ذكرت دار الإفتاء أنّه لا مانع شرعًا من قراءة الفاتحة وهبة ثوابها للميت؛ سواء كان ذلك لكل ميت على حِدَة، أو لعدة أموات مرة واحدة؛ فكل ذلك جائز، والثواب في الحالتين كامل غير منقوص.
وأضافت دار الإفتاء أنّه يجوز شرعًا قراءة القرآن على الميت، بل ذلك مستحب ولا بدعة فيه مطلقًا، وهذا ما عليه عمل المسلمين سلفًا وخلفًا، بل إن الانتظار بالجنازة مع قراءة القرآن الكريم يكون أَولى من الانتظار بغيره.
وبخلاف ذلك، يستحب ويسن ترديد بعض الأدعية التي وردت عن النبي النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرها من الأدعية الصالحة للمتوفي وموتى المسلمين جميعًا، ومن ذلك ما ورد في صحيح مسلم يروي عوف بن مالك الأشجعي قائلا: «صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى جِنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِن دُعَائِهِ وَهو يقولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عنْه، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، أَوْ مِن عَذَابِ النَّارِ. قالَ: حتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذلكَ المَيِّتَ».