التوبة من الذنوب المتكررة
كيف يتوب العبد من الذنوب المتكررة؟.. سؤال عادة ما يخطر في بال البعض عند إحساسهم بالذنب مع ارتكاب المعاصي والذنوب ورغبتهم في التوبة، وهو الأمر الذي تحدث عنه الدكتور رمضان عبدالرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بمشيخة الأزهر الشريف، في مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية بمنصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
هل يقبل الله التوبة؟
وفي مقطع الفيديو، حث «عبدالرازق»، بأهمية العودة المستمرة والتوبة إلى الله مهما كانت المعاصي والذنوب مستشهدا بقول الله تعالى: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، و«قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».
أما بالسنة النبوية، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل، قال: «إذا تقرب العبد إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة».
كيف يتوب العبد من الذنوب المتكررة؟
وحول توبة العبد من الذنوب المتكررة، تحدث الدكتور رمضان عبدالرازق، عن موقف جمع بين شخص وأحد علماء السنة، قائلا جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم، فقال له: يا إمام إني أعصي الله وأتوب ثم أعود فقل لي قولا يمنعني من الذنوب، قال له إبراهيم بن أدهم: إذا أردت أن تترك المعاصي وتكون من أهل التوبة، فإن عليك بخمس أشياء.
وعن الـ 5 خصال التي ذكرها العالم والشيخ إبراهيم بن أدهم، هي:
قال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله فاعصيه ولكن لا تأكل من رزقه.
قال الرجل: وكيف والأرزاق كلها إلا بيد الله.. فقال له: فهل يليق بك أن تأكل من رزقه وتعصيَ.
قال: لا.. هات الثانية.
قال إبراهيم: أما الثانية، إن أردت أن تعصي الله فاعصيه لكن لا تسكن بلاد الله.. قال: هذه أعظم، فالأرض والسماء ملكه فأين أسكن؟
قال: أيُحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن أرضه ثم تعصيه عليها؟
قال: لا.. هات الثالثة.
قال: أما الثالثة، إذا أردت أن تعصي الله فاعصيه لكن التمس مكان آمن لا يراك الله فيه؛ ليرد: وكيف ذلك والله يسمع ويرى دبيب النملة السوداء في الليلة.
قال: ألا تستحي أن تأكل من رزق الله وتسكنَ في بلاده ثم تعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهره به من المعاصي.
قال: بكى الرجل، هات الرابعة.
قال: إذا أردت أن تعصي الله اعصيه فإذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك، قل له أخرني حتى أتوب توبة نصوحا وأعمل لله عملا صالحا.
قال: كيف ذلك؟! والله عز جل يقول: «فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ».
قال: تعلم أن الموت يأتي بغتة، وتعلم أن ملك الموتِ لا يُنظِر ولا يُؤخِّر أحدًا، فكيف ترجو وجه الخلاص؟
قال الرجل: هات الخامسة.
قال: إذا جاءتك ملائكة الخامسة يوم القيامة ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم؛ ليرد: إنهم لا يتركونني ولا أستطيع.
فقال له إبراهيم: عجبًا لك يا رجل، تأكل من رزق الله وتسكن في أرضه وفي كل مكان يراك ولا تستطيع رد الموت إذا أتاك ولا تملك لنفسك جنة ولا نار ثم تعصيه؟
فقال الرجل: يا إبراهيم، توبت إلى الله وبحوله لن أعود.