منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر الجاري بدأ القصف الوحشي على مدينة غزة، من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، 18 يومًا من القصف والمجازر، والإبادة، استشهد خلالها الآلاف من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ، للحفاظ على الأرض.
أكثر من 5 آلاف و795 شهيدا غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، و18 ألف مصابا آخرين، في العدوان الإسرائيلي، فيما لايزال نحو 1500 من الفلسطينيين بينهم 630 طفلًا تحت أنقاض المنازل التي تعرضت للقصف، أعدادا لا يستهان بها، ليسوا مجرد أرقام بكشف حساب، ولكن أحلام لم تكتمل، وعائلات لم تعد موجودة، وصغارا سرقت منهم الطفولة، سقطوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عملية «السيوف الحديدية»، لا ذنت لهم سوى محاولة الحفاظ على أرضهم، والتمسك بالهوية الفلسطينية، ليسقط أبطالا يومًا بعد الآخر خلال 18 يومًا.
كيف أصبحت غزة بعد 18 يوما من القصف؟
صورة صادمة وثقها الصحفي الفلسطيني الشهير معتز عزايزة، خلال الساعات القليلة الماضية، عبر خاصية القصص القصيرة «ستوري» بموقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام»، هي الإجابة على السؤال الذي يذور بأذهان العالم العربي.
وشارك «عزايزة» بصورة ترصد غزة اليوم، والتي بدت من خلالها البلاد «رُكام».
الصورة أبلغ من ألف معنى.. واللي بنعيشه أكثر قسوة
وعلقت شروق أسعد، عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، على الصور المتداولة، مؤكدة أن الحقيقة أكثر مرارة وقسوة، يعيشها أهل غزة، موضحة إن جميع العائلات فقدت الكثير من أبنائها، وعلى رأسهم الأطفال، الذين يتم قصفهم بالمستشفيات والمنازل، وغيرها من الأماكن التي ضمت النازحين مثل الكنائس: «الوضع صعب حتى لإنقاذ المصابين، وكل يوم الشهداء في زيادة منذ القصف».
وفقًا لما ذكرته الدكتورة كريمة كمال توفيق، أستاذ مساعد بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، فإن توثيق ما يحدث من خلال الصورة أبلغ من 1000 معنى وخبر، موضحة إن الصورة كافية لتغيير الرأي العام والمشهد، «نقل الصورة بألف كلمة وبتكسب تعاطف، كونها توضح الجرائم ضد الإنسانية، وبتخلي كل العالم يحس بوجعهم بدون ما نحتاج ترجمة».
وتابعت أستاذ الإعلام، خلال حديثها لـ «» من خلال الصورة نستطيع التعايش مع الأحداث، وهذا ما وثقه المصور الفلسطيني، وغيره من المصورين: «قادرين ينقلوا الحقيقة بدون ما يتكلموا».
قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب 688 مجزرة في غزة
18 يومًا، أغارت فيها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط «مسجد الفرج» بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بل واستهدفت كنيسة الروم، وقصفت مستشفى المعمداني، واقتحمت مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم بالضفة الغربية، وواصلت حملات الاعتقالات، وتم القبض على نحو 1215 فلسطينيًا، وطالت عمليات التفتيش والمداهمات العديد من منازل الفلسطينيين، في بلدات وقرى المحافظة، لتصبح «غزة» العزة كومة ركام وتراب مروية بالدماء.