| كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على دماغ الطفل؟ تصيبه بالتوحد السريري

«تغيير العقل»، كتاب لعالمة الأعصاب، الكاتبة والمذيعة سوزان جرينفيلد، للتساؤل عن كيفية تأثير استخدام الوسائط الرقمية على الدماغ، والتي قد تترك بصماتها على أدمغتنا بكل سهولة مع زيادة استخدامنا للتقنيات الرقمية، خاصة الأطفال، فهم أكثر عرضة لهذا التأثير من غيرهم.

وفي السطور التالية نستعرض طريقة حدوث ذلك التأثير، وفقًا لما تناولته الكاتبة المؤلفة في كتابها، ضمن تغطية «» للمساعدة على التربية الإيجابية تحت عنوان «الموبايل خطر.. أنقذوا أطفالكم».

مواقع التواصل وتأثيراتها 

قد تؤدي مواقع التواصل الاجتماعي إلى تدهور الكثير من المهارات العقلية، مثل  التواصل، وهي الوظيفة الأساسية لها، لكن تقصد الكاتبة هنا التواصل المباشر في الحياة الواقعية، وكذلك تقليص التعاطف بين الأشخاص، وبناء الانطباعات الشخصية على المظهر الخارجي فقط، فالواقع الافتراضي الذي نستخدمه يوميًا يجعلنا نحكم على الكتاب من غلافه، إذ نرى فقط الجزء الذي يريد رواد «السوشيال ميديا» أن نراه فقط.

الألعاب والتطبيقات لها عامل مهم أيضًا، فقد يؤدي هذا الهوس إلى مزيد من التهور، بسبب ارتفاع هرمون «الأدرينالين»، إضافةً إلى قصر فترة الانتباه، والتصرف العدواني بشكل متزايد، وكذلك تفضيل التصفح والاعتماد المكثف على محركات البحث، بدلاً من الاكتشاف والبحث المفيد بالكتب، الذي يؤدي إلى معالجة ذهنية عالية على حساب المعرفة القوية والفهم.

واستشهدت جرينفيلد في كتابها بالعديد من الدراسات الأخرى، لإثبات خطر الإنترنت على الحياة الزوجية أيضًا، فوفقًا لشركة المحاماة البريطانية Divorce Online، كان موقع Facebook متورطًا في 33٪ من حالات الانفصال الزوجي في عام 2011، بل واعتبرته شركة ناشئة مُفسدة للزواج والتواصل.

تراجع أداء الطلاب بسبب مواقع التواصل

وجدت «جرينفيلد» في العديد من الدراسات ملاحظة المعلمين التراجع الملحوظ لأداء طلابهم، وصعوبة في الانتباه، وميلهم الكبير نحو التكنولوجيات واستخدام التقنيات الرقمية، بدلًا من بذل المجهود في البحث بالكتب.

وادعت «جرينفيلد» بأن وسائل الإعلام المرئية وتجنب الاتصال البصري مع البشر بشكل كبير قد يؤدي إلى التوحد، فالتعرض المبكر للهاتف قد يفسر بعض الارتفاع في التوحد السريري، ما يعرض ملايين الأطفال إلى الخطر بسبب ازدياد استخدامهم لهذه التقنيات الرقمية.