| كيف تحول قش الأرز من أزمة بيئية لمشروع مربح؟.. استشاري يوضح

حرق قش الأرز من أحد أخطر المشكلات البيئية التي واجهتها مصر في السنوات الأخيرة، حيث اعتاد الفلاحون على التخلص من مخلفات محصول الأرز بحرقه، ما أدى إلى ارتفاع معدلات تلوث الهواء، الذي عُرف بـ«السحابة السوداء»، وشكل تهديدًا بالغًا على صحة الإنسان وسلامة البيئة.  

ولحل تلك الأزمة، أبرمت الدولة مؤخرًا عقود التصميمات الخاصة بإنشاء أول شركة مصرية لتحويل قش الأرز إلى ألواح خشبية متوسطة الكثافة، واعتبر اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، في تصريحات سابقة له، أن المشروع يساعد في تحويل قش الأرز من تحدي بيئي في حال التخلص منه بشكل غير سليم إلى فرصة استثمارية لاستغلاله في تصنيع منتجات عالية الجودة ذات قيمة مضافة.

التحديث في الريف هو سبب حرق قش الأرز

في سياق ذلك، أوضح الدكتور صالح عزب، أستاذ الاقتصاد البيئي واستشاري التنمية المستدامة في تصريح لـ«»، أن مصر عانت طوال الـ 20 سنة الماضية من مشكلة حرق قش الأرز، موضحًا أنه مع دخول التحديث إلى الريف لم يعد الفلاح بحاجة إلى استخدام قش الأرز: «الفلاح زمان كان بيستخدمه كسماد طبيعي ووقود للفرن الفلاحي، واستخدمه أيضًا في صناعة الطوب اللبن»، ونتيجة للاستغناء عن كل هذا بدأ يتخلص منه عن طريق الحرق.  

مخاطر حرق قش الأرز  

وعلى مدار سنوات عديدة، عانت سماء العديد من المحافظات المنتجة للأرز من السحابة السوداء، التي كانت تصل للقاهرة، حسب حديث الدكتور عزب، ما كان يؤدي إلى تكاثف الأبخرة والغازات الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون، التي تتسبب في الإصابة بأمراض تنفسية خطيرة وسرطانات في الرئة، بالإضافة إلى إحداث خللًا في التوازن البيئي: «دايمًا كل سبتمبر بعد جني الأرز كنا بنشوف السحابة السوداء».

إعادة تدوير قش الأرز

وأضاف استشاري التنمية المستدامة، أن الدولة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضعت قضايا البيئة على قائمة أولوياتها، وتعاملت مع مشكلة حرق قش الأرز بحزم، إذ أسست أول شركة مصرية لتحويل الأرز إلى ألواح خشبية للاستفادة منه: «تقريبًا مشكلة الحرق انتهت والفلاحين استجابوا، والموضوع اتحول من أزمة لمشروع مربح للفلاح والدولة»، مضيفًا أن هناك مزايا أخرى لقش الأرز تتمثل في استخدامه في صناعة الخرسانة والورق.