في شهر رمضان المبارك، موسم الطاعة وعبادة الله عز وجل، يسعى المؤمنون إلى تزكية أنفسهم ودفعها إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، وقد يغفل الكثير معرفة الطريقة التي بها يزكون أنفسهم بها، ويجعلونها آمرة لهم بالخير، لتقودهم إلى طريق النجاح والفلاح، وهو ما نوضحه خلال السطور التالية.
كيف تصل إلى طريق النجاح
وقال أحمد فيصل الباحث بمرصد الأزهر، إن القرآن الكريم حدد موضعًا صريحًا لهذا الأمر، فقال تعالى في كتابه العزيز: «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا»، وذلك يعني أن الله يقول إن الإنسان لو أراد الفلاح والرقي والنجاح في حياته لا بد من تزكية النفس: «الشهوات كتير حوالين الإنسان، والنفس بتحاول دايما إنها تقودنا في تيار البعد عن ربنا، عشان كده لازم نحاول نتهرب منها وندخل في حتة تاني تكون قريبة من طريق الله».
وأضاف «فيصل» عبر برنامج «فكر» الذي يقدمه الإعلامي مهند السادات على قناة الناس الفضائية، أن الله عز وجل وضع الطريقين؛ طريق الخير وطريق الشر، وجعل للإنسان حرية الاختيار من أيهما شاء، ووضع المعالم الواضحة لطريق الخير، وقد ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه عليه، فقد قال الله تعالى: «لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين»، وبهذا الطريق والمنهج القويم يصل الإنسان إلى ما يرنوا إليه في حياته.
كيف تطوع نفسك لفعل الخيرات
وأوضح «فيصل» أن طريق مغالبة النفس هو طريق شاق وسهل في نفس الوقت، فيكون شاقًا على الإنسان الذي تسيطر عليه نفسه الأمارة بالسوء: «اللي مجرد ما يستهوي أي شيء يروح يعمله من غير تفكير في عقباته»، وعلى الطرف الآخر فمن تسيطر عليه نفسه المطمئنة فسبيل مغالبة النفس بالنسبة له من أسهل الطرق.