على الجانب الآخر من الطريق، كانت تقف إحدى الكلاب، تبدو عليها علامات الحمل والتعب والإرهاق، كادت سيارة مسرعة أن تطيح بها، لكن القدر كان رحيما بها، بعدما تدخلت سيدة، تصادف وجودها بالقرب منها، لتنقذها بخفة وبسرعة رد فعل عالية من الموت، في مشهد تقشعر له الأبدان والقلوب.
بالصدفة كانت شادية يوسف نائب رئيس قسم الأخبار بجريدة الأهرام، تسير في إحدى شوارع مصر الجديدة، ولاحظت كلبة على أحد جنبات الطريق، لم تتمكن من عبور الجهة المقابلة من الشارع، فسرعان ما انتبهت لما يحدث، وهمت باتجاهها لمساعدتها وإنقاذها في الوقت المناسب، قبل تعرضها لحادث تصادم من سيارة مسرعة صوبها، بحسب حديثها لـ«».
الكلب يرفض رحيل «شادية» في مشهد مؤثر
تدخلت «شادية» سريعًا لمنع الحادث، وبعد أن اطمأنت على الكلبةن وضعت لها بعض الطعام، لتجد كلبًا قادمًا من الخلف لمشاركتها، لتتركهما وتستعد للمغادرة، لكنهما رفضا ذهابها، وظلا يلعبان معها بألفة شديدة، وكأنهما يحاولان رد الجميل لها وشكرها على تلك المساعدة: «كل ما أجي أمشي يمشوا معايا، وعاوزين يوصولوني كل شوية، ولقيتهم فرحانين بيا، وكأنهم لاحظوا حبي ليهم».
«» توثق قصة «شادية» والكلاب
الموقف المؤثر بين «شادية» والكلاب، أجبر الزميل محمد خزعل، مصور «»، على تشغيل كاميرته وتصوير ما يحدث، موثقًا بعدسته تلك اللقطة الإنسانية، التي جسدت أروع المعاني، حينما أراد الكلبان رد الجميل، لكن بطريقتهم الخاصة، حيث رافقاها وسارا خلفها، ولعبا معها، تعبيرًا عن امتنانهم بما حدث.
مسيرة تطوعية لإنقاذ كلاب الشوارع
بدأت علاقة شادية بكلاب الشارع منذ عام ونصف، بشكل تطوعي، إذ تحرص على مساعدة تلك الحيوانات الأليفة بشتى الطرق، من خلال النزول بشكل دوري إلى كثير من الأماكن التي يتجمعون بها، حاملة معها الطعام الخاص بالكلاب، بالإضافة إلى اصطحابها إلى العيادات البيطرية لعلاج ما بها من جروح: «نفسي تغرس الرحمة في قلوب الناس، ونطبق مبدأ الرفق بالحيوان، ونحاول نساعد تلك الكائنات دائمًا».