لا يمتلك الذكاء الاصطناعي جسدًا ماديًا يمكن تصويره بشكل مباشر باعتباره كيانًا رقميًا محضًا، لذا، فإن أي صورة ذاتية ينتجها ستكون نتيجة لعمليات حسابية معقدة تهدف إلى تجسيد مفهومه الذاتي ضمن حدود الإمكانات التعبيرية للوسائط الرقمية، وقد يتخذ هذا التعبير شكلًا مجردًا، مثل تمثيل لعملياته الداخلية، أو شكلًا أكثر واقعية، مثل صورة رمزية لروبوت، ولكن في الواقع هل الذكاء الاصطناعي له شكل حقيقي؟
أول صورة حقيقية للذكاء الاصطناعي
وبخلاف صور الشبكات العصبية، أو المساعد الروبوتي المبتسم بشكل باهت التي يُرمز بها للذكاء الاصطناعي، فقد كشفت صحيفة «مترو» البريطانية أنّ هناك عمل فني جديد يُدعي أنه يمثل أول صورة ذاتية حقيقية لـ الذكاء الاصطناعي، خاصة أنّها تُظهر الأفراد الذين ساهموا فعلًا في تشكيل قدراته، أو بعضهم على الأقل.
وتستخدم الصورة التي قدمتها شركة التأمين Hiscox صورًا شخصية لـ40 فنانًا مختلفًا، تم دمجها معًا باستخدام برنامج ترميز يسمى Facer، وبمساعدة مصمم، جرى تصميم هذه الصورة لتصبح صورة ذاتية تحاكي أسلوب الرسم الزيتي التقليدي، وكان الهدف هو تسليط الضوء على أنّ الذكاء الاصطناعي يخضع للتدريب على يد أشخاص حقيقيين وليس مجرد برنامج كمبيوتر، والنظر أيضًا في كيفية الاعتراف بالفنانين بشكل عادل وتعويضهم عن دورهم.
هذه الصورة جرى التقاطها لإصدار تقرير Hiscox Art and AI، والذي يبحث في كيفية استجابة هواة الجمع لتدفق فن الذكاء الاصطناعي، ورغم أن بعض فنون الذكاء الاصطناعي بيعت بمبالغ ضخمة، وجد التقرير أنّ معظم هواة الجمع التقليديين ما زالوا غير مقتنعين بها، على الرغم من أنّ الجيل الجديد أصبح أكثر انفتاحًا على منافستها للأعمال التي من صنع الإنسان.
وحاليًا يحاول البعض إيجاد طريقة عادلة للاعتراف بالمبدعين البشريين لدورهم في الذكاء الاصطناعي، مثل صناع Tess، «أول مولد صور مرخص بشكل صحيح» مع دفع إتاوات عند استخدام أسلوب الفنان، ووجد التقرير أن 42% من جامعي الأعمال الفنية والمتحمسين لها لديهم مخاوف أخلاقية بشأن فن الذكاء الاصطناعي، في حين كان أكثر من ثلثهم (37%) قلقين بشأن انتهاك حقوق النشر.
كان التعويض مصدر قلق بالغ الأهمية، فضلًا عن الحاجة إلى وضع علامات واضحة للتمييز بين الفن الناتج عن الذكاء الاصطناعي والمحتوى من صنع الإنسان، وحققت بعض الأعمال التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي أسعارًا ضخمة.
لوحات الذكاء الاصطناعي تباع بملايين الدولارات
بيعت أول لوحة لروبوت على شكل إنسان في دار سوذبيز للمزادات، وهي «إله الذكاء الاصطناعي.. صورة آلان تورينج»، لآيدا، وهي الروبوت التي تحمل كاميرات في عينيها والتي سبق أن رسمت الملكة إليزابيث الثانية، مقابل 1,084,800 دولار أمريكي الشهر الماضي، متجاوزة بكثير السعر المتوقع الذي وصل إلى 180 ألف دولار أمريكي.
وقال روبرت ريد، رئيس قسم الفن والعملاء الخاصين في هيسكوكس: «إنّ استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن يمثل آفاقًا جديدة لسوق الفن، وهو ما يجلب معه المخاطر والفرص، واستخدام التقنيات المتقدمة يمكن أن يكون محفزًا إبداعيًا رائعًا، لكن أبحاثنا تظهر أن هناك قضايا لا تزال الصناعة تكافح من أجل حلها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالشفافية والتعويضات».