قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي ممتعة ومثيرة ومفيدة، ولكن بالنسبة لبعض الأطفال قد تؤدي إلى إثارة الشك في الذات، وفقدان ثقتهم في أنفسهم، لذلك فإن الإفراط في استخدام الموبايل بالنسبة للأطفال قد يسبب مشاكل كثيرة لهم أبرزها فقدان الثقة بأنفسهم.
وأطلقت «» حملة توعوية لمساعدة الأسرة على التربية تحت عنوان «الموبايل خطر.. أنقذوا أطفالكم».
معهد Child Mind Institute الأمريكي المتخصص في تقديم معلومات عن الأبوة والأمومة وتنمية الطفل، أجاب على تساؤل كيف يؤدي الاستخدام المفرط للموبايل إلى فقدان الطفل ثقته بنفسه؟، مؤكدا أن تمسك الأطفال بالموبايل يجعلهم يفقدون الثقة بأنفسهم من خلال التالي:
– إخفاء العيب وإظهار الجانب الجميل
بالنسبة للأطفال الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب، فإن الهواتف الذكية تزيد من الاكتئاب، كما أن المنشورات التي يتم تحريرها على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعمل كستار، يظهر الكمال، ويخفي النقص أو العيب، حيث أكدت الدكتورة جيل إيمانويل، المديرة الأولى لمركز اضطرابات المزاج في معهد تشايلد مايند عبر صفحة المعهد الرسمية، أنه من المهم أن نتذكر أن مجرد نشر صور معدلة على الإنترنت أو التظاهر بأن حياتك أكثر بريقًا مما هي عليه، لا يشكل مشكلة في حد ذاته، بل المشكلة تكمن في أنك قد تكون حالتك عكس ما في الصورة.
قد يشعر المراهقون بالاكتئاب والإحباط نظراً لرؤية شخصيات مثالية على الإنترنت بسبب الفجوة بين من مظاهرهم على الإنترنت وحقيقتهم، بحسب المديرة الأولى لمركز اضطرابات المزاج في معهد تشايلد مايند.
– كمال الآخرين
الدكتورة إيمانويل، قالت إن هناك مشكلة أخرى أكثر انتشاراً، وهي أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تصبح وقوداً للمشاعر السلبية التي تنتاب بعض الأطفال تجاه أنفسهم، فالأطفال يفسرون في صور أصدقائهم ما يشعرون أنهم يفتقدونه: «ينظر الأطفال إلى الموبايل ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال عدسة حياتهم الخاصة، وبالتالي إذا كانوا يعانون من انخفاض لاحترام الذات وفقدان الثقة بالنفس، فإنهم أكثر عرضة لتفسير صور أقرانهم وهم يستمتعون، بأنهم سيئون مقارنة بأصدقائهم».
– من الصعب مقاومته
ونقل المعهد عن كلا من ساشا وصديقها جاكوب، 15 عامًا، أن التعرض المستمر للموبايل والإنترنت كان له تأثير على نظرتهما إلى أقرانهما وأنفسهما، حيث يقول جاكوب، في إشارة إلى الصور التي ينشرها أصدقاؤه على إنستجرام: «يبدو الأمر وكأن حياتهم سعيدة، ولا يوجد بها أي حزن أو تنغيص».
شجع طفلك على التفكير خارج الصندوق
عندما تتحدث مع طفلك لا تمسك هاتفك، وقل له أن الصور الجميلة التي يشاركها البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليست كلها حقيقية، وهي وسيلة لإبعاده عن التليفون.
– كن قدوة في التعامل
يجب أن تكون قدوة في التعامل مع الموبايل أمام أطفالك، فيجب عليك تركه من يديك وقت الجلوس معهم، ووقت تناول الوجبات، فضلا عن وقت العائلة والخروجات الأسرية: «تعامل مع الموبايل خارج المنزل، وإن لم تكن مضطرا لا يجب أن تبقى ممسكا به طوال الوقت، وإن كنت مضطرا تعامل مع هاتفك بعيدا عن أطفالك».