| لا يحقق ربحاً للمزارعين .. «الذرة» تسالي للزبائن وعلف للمواشي

لا يختلف اثنان على حلاوته، خاصة إن كان «مشوياً»، تغازل رائحته أنوف المارة، ويتسلى بحباته العشاق فى الشوارع والمتنزهات، لكن «كوز الدرة» الذى ينتظره الناس فى شهور الصيف لا يحقق نفس الفرحة لمزارعيه، فى ظل ضعف العائد منه، واستخدامه على الأرجح علفاً للمواشى.

ما إن بدأ موسم حصاد الذرة، استعد السيد خطاب لجمع محصول الأرض، التى يستأجرها من والده فى محافظة الغربية، راضياً بما قسمه الله له رغم قلته: «ربنا مابيضيّعش تعب حد، والحمد لله راضيين والدنيا ماشية».

يحكى «خطاب»، القاطن فى قرية «شبرا اليمن» بمركز «زفتى»، عن محصول الذرة لـ«»: «مأجَّر من والدى 17 قيراط، بيطلعولى فى حدود 17 أردب من المحصول»، موضحاً أن الذرة نوعان، واحدة ذات حبوب بيضاء، وأخرى صفراء، بالنسبة للنوع الأول يُقدَّر ثمن الأردب بحوالى 450 جنيهاً، أما الثانى فيصل إلى 500 جنيه للأردب الواحد.

العائد من محصول الذرة يغطى تكلفته بالكاد، بحسب «خطاب»: «مابيحققش ربح كبير، فيه محاصيل تانية بيطلع من وراها مكسب أكبر»، مؤكداً أن السبب الرئيسى لقيامه بزراعته فى موسمه هو اتباع توجيهات الجمعية الزراعية، والالتزام بالدورة الزراعية.

وعن توقيت حصاد الذرة، يوضح «خطاب» أنه يتم بناءً على رغبة المزارع، إما أن يحصد المحصول قبل أن يجف، وفى تلك الحالة يحصده أعواداً خضراء بثمارها، ليتم طحنه لإطعام الماشية، أو يحصده عندما يجف لتُستخدم الأعواد فى إشعال الأفران البلدى، وتؤخذ الثمار على حدة لطحنها وخلطها مع نسبة من دقيق القمح لعمل الخبز البيتى، أما بالنسبة للذرة الصفراء فتُستخدم فى إطعام الطيور.

ورغم ضعف عائد الذرة لا يستطيع «خطاب» زراعة محصول آخر معه، فلا يمكن الجمع بين زراعة الأرز والذرة، بسبب طريقة الرى المتبعة، لكون الأرز يحتاج للرى يومياً، على عكس محصول الذرة الذى يحتاج للمياه كل ثلاثة عشر يوماً.

«حصدت الذرة فى يوم واحد أنا وولادى»، يقولها نور الهنداوى، ابن قرية «محلة خلف»، التابعة لمركز «سمنود» بمحافظة الغربية، موضحاً أنه يزرع 12 قيراطاً، وهى مساحة صغيرة لا تحتاج إلى عمالة: «مش مستاهلة مساعدة، إحنا بنعمل حاجتنا بإيدينا».

ويستفيد «نور» من المحصول فى عدة نواحٍ، معظمها شخصية: «بنشوى شوية، والباقى بنشفه وأخّزنه لوقت ما أحتاجه، ولو فيه كام أردب زيادة ببيعه»، ذاكراً أن محصول الذرة يستلزم المحافظة على نظافته وتنقيته من الحشائش الضارة طوال فترة زراعته، التى تستغرق حوالى ثلاثة أشهر.